مقالات نورا عبد الفتاح

برحمتك لا بعدلك



فتحت أحد محركات البحث وكتبت كلمات تصب فى وعاء الفضائح أو الفواحش فظهر لى روابط المواقع على الصفحة الرئيسية كالتالى :

” فضائح البنات فى المبيت الجامعى، فضائح تقارير وتحليلات ( إنهم يقومون بعمل تقارير وتحليلات للفضائح )، أشهر 5 فضائح ستصدمك، فضائح العرب، فضائح صحيفة كذا، فضائح العائلة الملكية فى كذا، فضائح مواقع التواصل الإجتماعى، فضائح تلاحق هيئة كذا الخيرية، فضائح الشرطة الألمانية، وأضف عليهم مواقع تنشر فضائح لأشخاص معينين بالإسم.

كذلك فضائح التيك توك، فضيحة لاعب كرة القدم الذى تحرش بزوجة أحد زملائه.

ثم بحثت عن حوادث القتل فوجدت العناوين التالية :
أم تذبح طفليها بسكين المطبخ، وعنوان آخر يقول ” ذهب لإحضار زوجته الغاضبة فرفض والدها فقتله، وعنوان آخر ” 3 لصوص يقتلون تاجرٱ للمخدرات بمبيد حشرى لسرقة أمواله، ثم آخر يقول ” ألقى زوجته المصابة بكورونا من الطابق الخامس “، ثم عنوان ” لصوص يقتلون شاب ووالده يفقد حياته حزنٱ عليه، ثم آخر يقول ” عاطل يقتل إبنة عمته ويحرق جثتها وطفلتها أثناء إعدادها كوب شاى ( ربما لم تجهز له كوبٱ معها )، وآخر يقول ” مدين يقتل الدائن لعجزه عن الدفع، وآخر يقول ” مقتل ربة منزل على يد شقيقها “.

وإليك قصص ثلاث رجال حملوا ووضعوا أطفالهم؛ كانوا إناثٱ ثم قاموا بعمليات تحولٱ جنسيٱ، واحتفظوا بأعضاء الإنجاب الأنثوية، وأنجبوا أطفالٱ وأحدهم أنجب ثلاثة أطفال، إنهم توماس بيتى، جوانا داريل والثالث سكوت مور.

أضف على ذلك ما لدينا من الجحود وعدم الشكر، الشكوى وعدم الرضا، الأنانية وتغليب المصلحة الشخصية، خرق القوانين، التصنيف والفرز والتقييم، عدم مراعاة حقوق الغير، العنصرية والتمييز وعدم إحترام الخصوصية وغيرها.

كم رجلٱ يصلى فى المسجد ؟
كم منا يقول الصدق وكم منا يكذب ؟
كم منا يشتغل على نفسه، وكم منا يشتغل على الآخرين ؟
كم منا يتقن عمله، وكم منا يقبض راتبه فقط ؟

على الرغم من أن حكمة الله فيما يعطيه لنا وما يأخذه منا، غير واضحة فى أغلب الأحيان، ولا يجرؤ أحدنا على السؤال عن الحكمة أو الاستفسار عن السبب.

ولكن ما يبدو عجيبٱ هؤلاء الذين يدعون معرفة الحكمة وراء إختيارات الله، فهم يتصورون أنهم يعلمون متى يعاقب الله عبدٱ أو جماعة أو دولة بابتلاء ما ومتى يكون منحة وتكريمٱ.

فيقررون فى أحيان بعينها أن الجفاف أو الأعاصير أو الأوبئة والعواصف، تقلبات الطقس ودرجات الحرارة، حرائق الغابات والفيصانات والزلازل والبراكين منح من الله ومكافآت، وفى أحيان أخرى يقيّمونها على أنها عقوبات وانتقام.

ولكنى أتصور أنه حتى فى عبر القرءان وقصص الأنبياء، أن الله حينما يرى فى قوم ما، الإستحقاق للعقاب، فإنه يرسل عليهم الأعاصير والفيضانات والزلازل والأوبئة كنوع من العقاب لأنهم يستحقوه، والله أعلم.

والسؤال :
كيف نرى أننا لا نستحق العقاب وأن أفعالنا لا ترقى لهذا الجزاء، فنقول ( لا، ربنا أرحم من كدا ).

ألم يكن الله رحيمٱ حين تركنا نتصرف بكل هذا الخبث وهذه السماجة، بكل هذا السوء والعطن، بكل الفساد والقرف، وترك لنا الفرص تتجدد يومٱ بعد يوم وعامٱ بعد عام، لسنوات وعقود وقرون، والإنسان ثابت على إدعاء الفضائل حتى صدقنا الإدعاء.

إننا لا نستحق فقط الأعاصير والزلازل والفيصانات، بل نستحق أكثر من ذلك بكثير، ولا يمنعنا عما نستحق سوى رحمة الله.

اللهم عاملنا برحمتك لا بعدلك.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع