مقالات نورا عبد الفتاح

العلاقة الطردية فى العلاقات الإنسانية




انتفعت البشرية بعلم الرياضيات بشكل يصعب تحديده أو وضعه فى قوالب، فالرياضيات علم رهيب وممتع إلى أبعد الحدود، ومفيد إلى أقصى تصور.

من أهم ما علمتنا الرياضيات؛ العلاقة الطردية بين متغيرين، كلما زاد أحدهما بمقدار معين، زاد الآخر بصورة تتناسب مع زيادة الأول وكذلك العكس؛ كلما نقص أحدهما نقص الآخر بصورة تتناسب مع نقص الأول.


هذه العلاقة من أعدل المعادلات الرياضية وأكثرها وضوحا على الاطلاق، خاصة لو طبقناها على علاقاتنا الانسانية؛ فكلما زاد احترامك لى، زاد احترامى لك، وكلما قلت معرفتك بواجباتك قل ادائى لحقوقك، وكلما قدرتنى كلما قدرتك، كلما ضحيت من أجلى، كلما ضحيت من أجلك، كلما أهنتنى كلما كرهتك… وهكذا.

الجميل فيها أنها تأتى تلقائية وستظل تلقائية، فالمتوقع والبديهى، اننا مع من يحترمنا ويقدرنا ويبذل من أجلنا أشياء، أن نحترمه ونقدره ونبذل لأجله الأشياء، وكلما وقعنا فى الإهانة والإهمال والظلم، كلما كرهنا وبغضنا وأسأنا.



ولكن هناك فارق بين العلاقة الرياضية المجردة، والعلاقة الانسانية، فالعلاقة الرياضية، تتأثر فيها نسبة الزيادة والنقص فى المتغير الثانى، بنسبة الزيادة والنقص فى المتغير الأول بشكل كبير.

أما فى العلاقة الانسانية؛ فنسبة الزيادة أو النقص بين المتغيرين غير مرتبطة بنفس الدرجة كما فى العلوم، فانك قد تقدر أفعالى الكبيرة وتكافأنى عليها، فأقدر أنا أفعالك الصغيرة وأكافأك عليها، قد أعطيك من وقتى ساعة، فتعطينى أنت يوما، قد تهملنى أسبوعا، فأهملك انا شهرا .. وهكذا.

فالعلاقات الانسانية تختلف فى الكم عن العلاقات فى العلوم البحتة، ولكنها تتفق فى الفكرة، كلما حدث فعل فى اتجاه، حدث فعل آخر مساوى له أو على الأقل قريب منه فى المقدار.

وكما انتبه علماء الرياضيات إلى الدور الخطير والمؤثر لهذه العلاقة وبنوا عليها قواعد وأصول علمية، توجب علينا الانتباه إلى دورها الخطير وتأثيره على علاقاتنا كلها.

وتوجب علينا أيضٱ إتخاذ إجراءات تجاه بعضنا البعض تكون فى اتجاه إيجابى، حتى تكون ردود الأفعال لها فى نفس الاتجاه الإيجابى وبنفس القدر الإيجابى.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع
%d مدونون معجبون بهذه: