إفتح الباب ولو بحرص
كلنا يخطئ ويصيب، يعوج ويستقيم، يهفو ويثبت، يزل ويعتدل، أحيانٱ يرى الصواب صوابٱ وأحيانٱ يراه باطلٱ، يتصور أنه صاعدٱ بينما هو هابطٱ، ويستمر ويستمر ويطيل الطريق الأعوج ويصعّب على نفسه العودة.
الشَرَك الأكبر فى هذه المرحلة وبعد أن أصبح إصلاح خطأك صعبٱ أو مستحيلٱ؛ هل يرحمك الجميع؟
هل يتركون لك الاختيار فى أى طريق تكمل ؟
هل يساندوك باحتواء كافِ يشعرك بالأمان لتترك لهم تسيير أمرك ؟
الإجابةليست لا، وليست نعم.
ليست لا لأن المتوقع الأكبر هو أنهم سيستغلون جرمك الكبير وتماديك فى الخطأ وهفوتك الواضحة التى يستخدمونها فى الحصول على مبرر ينسون به كل خير فعلته منذ وُلدت فى هذه الحياة، وسيستغلون ضعف موقفك في إجبارك على إتباع أهوائهم والتى فى الكثير من الأحيان ليست من مصلحتك فى شئ.
ولكن الإجابة أيضٱ ليست نعم، لأن ليس الجميع بالصفاء والنقاء وحب الخير والمساعدة.
ولكن !!!!
ليس الجميع يا صديقى
نعم، ليس الجميع من الفئة الأولى التى ستستغل سقطتك وليس الجميع من الفئة التى ستساندك ولكن ثمة هناك من يدعمك ويسند ظهرك ويضع عنك ألمك، فلا تبخسهم أشيائهم ولا تصنفهم مع المعسكر الأول.
ستجد من يرى فيك الجانب الطيب ويتناسى الجانب الخبيث، ستجد من يرى فيك الصواب ويتهاون فى الخطأ، لا سيما فى الوقت الذى تفتقد فيه الدعم والسند، فى الوقت الذى يهاجمك فيه الكل ويستغلون هفوتك ليجدوا مبررٱ يتكالبون به عليك فيسقطوك السقطة التى لن تعود بعدها كما كنت قبلها.
ستجد من بينهم من يدعموك حتى وإن دفعوا ثمن مساندتك باهظٱ، فهم قانعون بأنك تستحق الدعم، إنهم يذكرون موقفٱ طيبٱ وقفته معهم، يذكرون مساندة ما قدمتها لهم ولو منذ حين، يستحضرون تضحية ما قدمتها لهم حتى ولو كنت نسيتها.
إنهم كرماء الأصل طيبوا المعشر، فلا تخلط بينهم وبين الفئة( إياها)، وابحث دومٱ فى أزماتك عن من يساندك وركز عليه، واستبعد عن ذهنك المتصيدون ولا تركز عليهم.
وستجنى راحة النفس وهدوء البال.
وستجد فى كل مرة بعض من هؤلاء المحسنون الطيبون الذين يخفى وجودهم كثرة الخبثاء، ذكر نفسك دائمٱ أنهم حولك، إبحث عنهم وستجدهم، قد يكونوا غير متوقَعين ويفاجئونك بحسن ردود أفعالهم.
ولكن أن تستسهل تعميم الوصف بأن الجميع خبثاء وأشرار وأنك لابد أن تتنحى عن الجميع وتنفصل عن الجميع وتعتزل الجميع، فهو قرار ليس من الصواب فى شئ.
إفتح الباب ولو بحرص، وستجد من يستحقون الدخول.