من هو خفيف الظل ؟
يطمح كلّ فرد إلى الاندماج الإيجابي في المجتمع، ويطمح إلى أن يكون قوي الشخصيّة وخفيف الظل، ومرحاً، فقوة الشخصيّة وخفة الظل صفتان متلازمتان، فلا تؤدي إحداهما دورها بشكل جيّد دون الأخرى؛ لأنّ قوة الشخصيّة دون خفة الظل تؤدي إلى نفور النّاس من صاحبها، وكذلك خفة الظل دون قوة الشخصيّة تؤدي إلى ميوعة الفرد واستخفاف الناس به، فهناك بعض السمات التي من خلالها يكتسب الإنسان قوة الشخصيّة، وكذلك بعض الصفات والسلوكيات التي يكتسب من خلالها خفة الظل.
التسلح بالصفات الإيجابيّة، كعلو الهمّة وقوة الإرادة، والمبادرة، وتحمُّل المسؤوليّة، والثقة بالنفس، هى صفات تُكسب صاحبها قوة في الشخصية. قوة الإيمان بالله عز وجل، فهو منبع للخير والقوة في الفرد، ولو عدنا لأحداث التاريخ لوجدنا العديد من النماذج القويّة اكتسبت قوة شخصيتها من الإيمان بالله عز وجل، فاستشعار العزة من قوة الشخصيّة ويظهر ذلك في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله).
تمالك الأعصاب في اللحظات الحرجة، وهنا يوجهنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّ الشديد ليس بالسرعة ولكنّ الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
التعامل مع المواقف الطارئة بعقلانيّة ودون استسلام للعاطفة.
القدرة على قيادة عدد من الأفراد، ثمّ استشعار المساواة معهم وعدم التميز عليهم.
تجنب الجدل لغرض الجدل فحسب.
موافقة الأسلوب الخطابي مع النَّاس وتوافقه في جميع الأحوال، في المكان الوظيفي، في المكتب، في البيت، بحيث يبقى الأسلوب واضحاً، فالموضوعية، والصدق، والمهنية يجب أن توجد في هذا الأسلوب.
التعبير عن مواقف الرفض لبعض القضايا بلغة الجسد وليس بالكلام.
ترك الانفعال قدر الإمكان، ومعالجة المواقف بعقلانيّة.
التحكم في أوقات الكلام، والضحك، والغضب، فلا يجعل غيره من يحدد له ذلك. الحرص على إنجاز العمل، بالشكل المطلوب وفي الوقت المطلوب.
التواضع للناس وعدم الاغترار بما لديه من صفات، والحديث مع الناس بأخلاقه، وليس من منطلق منصبه، أو موقعه الوظيفي، ولا بدَّ من الحرص على تحقق معظم هذه الصفات في نفسه قدر الإمكان.
تجنب المجاملة للأفراد على حساب العمل، فلا بدّ من الشفافيّة، والمصداقيّة، والموضوعيّة، والإخلاص.
. وهناك عدة مفاتيح لكي تكون الشخصية مرحه ومنها تجنب أخذ كلّ أمر بجديّة، وذلك بالتخفيف من الحدة الناتجة عن قسوة الطباع، أو ضغط العمل.
البحث عن الدعابة في ما يناسبها من أمور ومواقف، فالموقف هو الذي يحدد مناسبة الدعابة له من غيرها.
قضاء بعض الوقت مع الأشخاص المرحين.
الحرص على بعض المواقف المضحكة، ومشاركتها مع الأصدقاء، لكن في حدود الصدق، والأدب، والحياء.
اتباع الأسلوب الكوميدي الخاص، وتجنب تقليد الآخرين قدر الإمكان، فلكلّ إنسان أسلوبه الخاص به في ذلك.
التمرّن باستمرار على اكتساب خفَّة الظل، فكل شيء يتعزز بالممارسة.
الاطلاع على طريقة تفكير الآخرين؛ لاختيار المواقف التي تناسبهم، لما في ذلك من تأثير في اختيار الموقف المناسب من المرح والدعابة أو النكتة، فكلّ شيء في أسلوبه ووقته المناسب.
عدم الاستهزاء والسخرية من الآخرين.
اللجوء إلى الدعابة كعلاج للتوتر أو التخفيف منه، فهي تختصر الجهد في ذلك، وتأتي بنتائج جيدة وتعيد الإنسان إلى صوابه، وتخفف جموح نفسه نحو الانفعال وردات الفعل السلبية، والتي قد تصل إلى العنف.
لكلّ فرد منّا شخصية معينة تُميّزه عن باقي الأشخاص، فهناك الشخصية المرحة، والشخصية الانطوائية، والشخصية المُتّزنة، أمّا الشخصية المرحة فهي الشخصية التي يمتاز صاحبها بالوجه البشوش، وخفة الظل، وتحل البهجة والسرور والفرح أينما حل، ويترك أثراً إيجابياً في نفوس الآخرين، على عكس بعض الشخصيات التي تمتاز بالحزن واليأس والبؤس، فإذا حلّ الشخص المرح في مكان يملأه التوتر وتملأه المشاكل والأجواء المشحونة فإنّه يُقلّل من حِدّة تلك الأجواء بدعاباته وكلامه وتصرفاته.
وهي شخصية اجتماعية بامتياز تحب بناء علاقات جديدة مع الجميع والتعرف على أشخاص جدد، والدخول في نقاشات مع الآخرين ومشاركتهم حديثهم، كما أنّها شخصية مرنة لا تقبل التقيد بشيء ولا تحب الالتزامات، وتمتاز بأنّها شخصية بسيطة عفوية غير معقدة، تحب الخير لجميع الناس
من الصفات الأساسية للشخصية المرحة اعتبار الضحك أولوية: كما يقول المثل القديم “الحياة تُصبح أفضل حين تضحك”.
لا أحد يُدرك هذا المثل كما يُدركه الأشخاص المرحون، فهُم يتخذونه كمبدأ للحياة، ويضعون الضحك كأولوية في مختلف المواقف والظروف، كما أنّ الدراسات أثبتت أنّ التبسم والضحك يُهدئ المزاج ويُزيل التوتر ويُذيب الإجهاد والإرهاق.
كذلك تقبّل الذات واستقبال المزاح بصدر رحب؛ يمتاز الأشخاص الذين لديهم حس الدعابة والروح المرحة بأنّهم مُتصالحون مع أنفسهم ويتقبلون أخطاءهم ومُنفتحين عليها، ولا يوجد لديهم مشكلة في أن تكون دعاباتهم ومزاحهم على أنفسهم وعلى تصرفات ومواقف هُم من قاموا بها.
هذا دليل على تقبل الذات والثقة بالنفس، وتُعدّ هذه الصفات نادرة قل ما تجد أحد يتمتع بها، فهي مفتاح للراحة وللحياة السعيدة البسيطة الخالية من التعقيد.
كذلك الاعتماد على الذكاء وسرعة البديهة؛ إنّ رسم الابتسامة على وجوه الآخرين بشكل سريع وعفوي أمر في غاية الصعوبة ويحتاج إلى مجهود عقلي كبير وذكاء عالي، فالشخص المرح يحتاج إلى فهم الموقف بشكل سليم، وإدراك شخصية الأشخاص الآخرين، واختيار التوقيت المناسب واستخدام الكلمات اللينة غير الجارحة، كلّ هذه عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار قبل التفوه بأيّ كلمة حتّى يصل كلامه إلى الجميع ويتقبلونه بصدر رحب، وحتّى لا يتحول إلى كلام بلا معنى ولا يضع نفسه في حرج.
كذلك مراعاة مشاعر الآخرين؛ الأشخاص المرحون يرسمون الابتسامة على مشاعر الآخرين بالدعابة والفكاهة وخِفة الظِل والروح الجميلة، دون أن تكون هذه الدعابة على حساب شخص آخر ودون إيذاء مشاعر الآخرين أو ذكر صفة معينة بشخص ما، والذي يمكن اعتباره نوعاً من أنواع التنمر.
حيث إنّ هناك فارق بسيط بين رسم الابتسامة على وجوه الآخرين بالدعابة الإيجابية التي يتقبلها ويضحك لها الجميع وبين رسم الابتسامة على وجوه الآخرين بالتنمر والإساءة، الأمر الذي لا يتقبله أحد وينبذه الجميع.