علم نفس

تشوهات إدراكية تعقد الأمور



التشوهات الإدراكية ببساطة هي طرق يقنعنا المخ من خلالها بشيء ليس صحيحا بالضرورة، هذه الأفكار غير الدقيقة عادة ما تستخدم لتوليد طريقة تفكير أو مشاعر سلبية عن طريق إخبار أنفسنا بأشياء تبدو منطقية ودقيقة ولكن في الحقيقة كل ما تفعله هو أنها تجعلنا نشعر بشكل سيء حيال أنفسنا.

على سبيل المثال، من الممكن أن يقول الشخص لنفسه: «أنا دائما أفشل عندما أجرب القيام بشيء جديد وبالتالي سأفشل في أي محاولة أقوم بها لفعل أي شيء». هذا مثال على التفكير بطريقة «أبيض أو أسود» أو التفكير «القطبي». في هذه الحالة يرى الشخص الأشياء بصورة مطلقة، أي أنه يرى أنه إذا فشل في شيء ما سيفشل بالضرورة في كل الأشياء الأخرى.

إذا أضاف إلى أفكاره: «بالتأكيد سأكون فاشلا تماما وخاسرا»، سيكون هذا مثالًا على التعميم المفرط، تعميم الفشل في مهمة واحدة محددة على هويتهم الشخصية.

تقع التشوهات الإدراكية في قلب الأساليب السلوكية المعرفية والأساليب الأخرى التي يقدمها الاختصاصيون لمساعدة شخص أثناء العلاج النفسي.

يستطيع الشخص عن طريق التعرف على هذا النوع من «التفكير الكريه» أن يعيد التفكير في الأفكار السلبية ويفندها.

وبالتالي سيختفي هذا التفكير السلبي مع الوقت وسيحل محله تفكير أكثر عقلانيةً وتوازنًا عن طريق تفنيد التفكير السلبي مرارا وتكرارا.

ومن التشوهات الإدراكية :


التصفية :

نحن نأخذ التفاصيل السلبية ونضخمها أثناء «تصفية» كل الجوانب الإيجابية في موقف ما. فمن الممكن أن يختار شخص ما تفصيلا واحدا مزعج ويفكر فيه وحده مما يؤدي إلى تشويه رؤيته للحقيقة أو تصبح رؤيته لها ظلامية.

التفكير بطريقة «أبيض أو أسود» أو القطبي

نرى الأشياء إما أبيض أو أسود. إما أن نكون كاملين وإلا سنصبح فاشلين ولا يوجد أمر وسط. تصنف الناس في فئات «إما/ أو» دون السماح لوجود أي درجات رمادية أو السماح بوجود مكان للتعقيدات التي يتصف بها غالبية الناس والمواقف.

وفي هذه الحالة، إذا فعلت شيئا اقل من الممتاز بدرجة بسيطة، ستنظر إلى نفسك على أنك فاشل.

التعميم المفرط :

في هذا التشوه الإدراكي، نصل إلى إستنتاج عام بناء على حادثة واحدة أو دليل واحد. فإذا حدث شيء سيء مرة واحدة، سنتوقع حدوثه مرار وتكرارا. أي أن الشخص من الممكن أن يرى حادث مزعج وحيد جزءا من سلسلة هزائم لا تنتهي.

القفز إلى الاستنتاجات :


نظن أننا نعرف كيف يشعر الناس وأننا نعرف أيضا الدوافع وراء تصرفاتهم دون أن يخبرونا بذلك، أو بالتحديد نظن أننا قادرون على معرفة كيف يشعر الناس حيالنا.

على سبيل المثال من الممكن أن يستنتج الشخص أن شخصا ما يتصرف معه بسلبية ولكن لا يتحمل مشقة البحث عما إذا كان ذلك صحيحا أم لا.

مثال آخر، من الممكن أن يتوقع الفرد أن الأمور ستسوء وسيشعر بالاقتناع بأن توقعهم هذا حقيقة مسلم بها.

التهويل :

نتوقع حدوث الكارثة أيا كانت الظروف. يسمى هذا أيضا «التهويل أو التقليل». نسمع بحدوث مشكلة ما ونبدأ في التساؤل أسئلة تبدأ بـ «ماذا لو؟». («ماذا لو حدث حادث مأساوي؟» أو «ماذا لو حدث ذلك لي؟»)

من الممكن على سبيل المثال أن يبالغ الشخص في تقدير أهمية أحداث لا قيمة لها (أخطاءه أو إنجاز شخص آخر).

من الممكن أيضا أن يقلل من شأن أحداث هامة إلى أن يراها صغيرة جدا في أعينهم (كالتقليل من صفاتهم الحسنة ومميزاتهم أو من عيوب شخص آخر).

الشخصنة :

الشخصنة هي تشوه إدراكي يجعل الشخص يعتقد بأن كل ما يقوله أو يفعله الآخرون هو نوعا ما رد فعل مباشر وشخصي عليه، وفي هذه الحالة يقارن الشخص نفسه أيضا بالآخرين ليحدد من الأذكى، الأجمل … إلخ.

من الممكن أن يرى الشخص في هذه الحالة أيضا أنه السبب في حدث ما خارجي وهو غير مسؤول عنه.


مغالطات التحكم :

إذا شعرنا بأننا يجري التحكم بنا من الخارج سننظر إلى أنفسنا على أننا ضحايا القدر ولا حيلة لنا. على سبيل المثال: «لا دخل لي إذا كانت جودة المنتج رديئة، فقد طلب الرئيس مني أن أعمل وقتا إضافيا لإكماله». بينما مغالطة التحكم الداخلي تدفعنا إلى الافتراض بأننا مسؤولون عن ألم وسعادة كل المحيطين بنا.

على سبيل المثال: «لماذا لستَ سعيدا؟ هل هذا بسبب شيء فعلته؟».

مغالطة العدالة :

نشعر بالامتعاض لأننا نعتقد أننا نعرف ما هو العادل ولكن لن يوافقنا الآخرون الرأي. ولكن كما كان يخبرنا والدانا ونحن صغار عندما يحدث شيء على غير رغبتنا: «الحياة ليست عادلة دائما». الناس الذين يقيسون الأحداث التي تحدث حولهم في الحياة ليحكموا على مدي عدالة الموقف سيشعرون في النهاية بشعور سيء وسلبي بسبب ذلك.

لأن الحياة غير عادلة، لن تحدث الاشياء دائما في صالحك حتى إن اعتقدت أنها يجب أن تكون كذلك.

اللوم :

نلوم الآخرين على آلامنا، أو نفعل أمرا آخر وهو لوم أنفسنا على حدوث كل المشاكل. مثلا: «توقف عن جعلي أشعر بشعور سيء حيال نفسي!» لا يمكن لأي شخص أن «يجعلنا» نشعر بأي طريقة ـــ ليس لأحد سوانا أي سلطة على مشاعرنا وردود أفعالنا الشعورية.

الإلزاميات :

لدينا قائمة بالقواعد الصارمة التي يجب أن نتصرف نحن والآخرون وفقا لها. يغضبنا أولئك الذين يخترقون القواعد ونشعر بالذنب إذا اخترقناها. ربما يظن الشخص أنه يحاول أن يحفز نفسه عن طريق قوله «يجب علي» و «يجب على ألا» وكأنه يجب أن يعاقَب قبل أن يفعل أي شيء.

على سبيل المثال، يفكر الشخص: «يجب على أن أتمرن. على ألا أكون كسولا.» تعبيرات كـ «يجب علي» هي تعبيرات تجلب الإحساس بالذنب، النتيجة الشعورية لها هو الإحساس بالذنب.

عندما يخاطب شخص ما الآخرين بالأسلوب الإلزامي «يجب عليك» عادة سيشعرون بالغضب والامتعاض.

الاستنتاج المبني على العاطفة :

نؤمن بأن ما نشعر به هو بالضرورة حقيقي. إذا شعرنا أننا أغبياء ومملون، إذا نحن أغبياء ومملون بالتأكيد. أنت تفترض أن مشاعرك غير الصحيحة تعكس وضع الأشياء حولك ــ «أنا أشعر بشيء ما، إذا لابد أن يكون هذا صحيحا».

مغالطة التغيير :

نتوقع أن يتغير الآخرون ليلائموننا إذا تملقناهم أو إذا ضغطنا عليهم بشكل كافٍ. نحن بحاجة لأن نغير الناس لأن آمالنا وسعادتنا تبدو وكأنها معتمدة عليهم كليا.

التصنيف الكلي :

نحن نعمم صفتين أو ثلاثة صفات ليصبحوا حكما عاما. هذان شكلان متطرفان من التعميم ويطلق عليهما أيضا «التصنيف» و «الخطأ في التصنيف». سيلقي الشخص باللوم على تصنيف خاطئ وضعه لنفسه بدلا من وصف الخطأ طبقا لسياق موقف محدد.

فمثلا من الممكن أن يقول: «أنا فاشل» إذا فشل في القيام بمهمة محددة. إذا تسبب تصرف قام به شخص آخر بإيذاء أحد ما، من الوارد أن يصنفوه تصنيفا سلبيا مثل «هو حقا غبي».

وتتضمن إساءة التصنيف وصف حدث ما بلغة محملة بالمشاعر بشكل مبالغ فيه. فبدلا من قول إن سيدة ما ترسل أطفالها إلى الحضانة كل يوم سيقول: «إنها تتخلى عن أطفالها لأناس غريبون عنها».

أنا دائما على حق :

نحن نحاول باستمرار أن نثبت أن آراءنا وتصرفاتنا صحيحة.

كوننا على خطأ هي فكرة غير مطروحة وسوف نقوم بكل ما بوسعنا لإثبات كوننا على صواب.

فعلى سبيل المثال: «أنا لا أهتم بالشعور السيئ الذي تتسبب مناقشتي معك به، سأفوز بهذه المناقشة على أي حال فأنا على صواب.»

في هذه الحالة يكون رأي الشخص الصحيح أهم من مشاعر الآخرين الموجودين حول هذا الشخص الذي يعاني من هذا التشوه، حتى أولئك الذين يحبهم.

مغالطة المكافأة :

نتوقع أن تؤتي تضحياتنا وإنكارنا للذات ثمارها، وكأن هناك شخص ما يقوم بعدهم وتسجيلهم لنا. نشعر بالمرارة إذا لم نحصل على مكافأة.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع
%d مدونون معجبون بهذه: