التربيةدين إسلامى

ما الفرق بين التقوى والزهد والورع

التَّقوى لُغةً هى :

لفظةٌ مأخوذةٌ مِنَ الوقاية وما يحْمِي به الإنسانُ رأسَه. أمَّا اصْطلاحاً فهى؛ أنْ تجعلَ بينك وبين ما حرّمَ الله حاجباً وحاجزًا .

وقد عرَّفَ أميرُ المؤمنين علي بنُ أبي طالب التَّقوى فقال: ” الخوفُ مِنَ الجليلِ والعملُ بالتنزيلِ والرضا بالقليل والاسْتِعدادُ ليوم الرَّحيل” سأل عُمرُ بن الخطّاَبِ كعب فقالَ له : ما التَّقوى ؟ فقال كعبُ : يا أميرَ المؤمنين أمَا سلَكْتَ طريقاً فيه شَوْكٌ ؟ قال عُمرُ : بلى.

قال : فماذا فعلت؟ فقال عمر : أشمِّرُ عن ساقي، وانظرُ إلى مواضعِ قدمي وأقدِّمُ قدمًا وأؤخِّرُ أخرى مَخافةَ أنْ تصيبني شوْكةٌ. فقال كعب : تلك هي التَّقوى.

الزهد :
قال ابنُ الجلاّء فى الرسالة القُشيْرية :

( الزُّهدُ هو النَّظرُ إلى الدُّنيا بعينِ الزوالِ لتصْغُرَ في عينك فيسْهُلُ عليك الإعْراضِ عنها ).

وقال الإمامُ الجُنَيد ُ : (الزُّهدُ استِصْغارُ الدُّنيا ومَحْو آثارها مِنَ القلْبِ ) وقال الزاهدُ إبراهيمُ بنث أدهَمَ رحمه الله تعالى:

( الزُّهدُ فراغُ القلبِ مِنَ الدُّنيا لا فراغ اليَدِ، وهذا زُهدُ العارفين، وأعلى منه زُهدُ المقرَّبين فيما سوى الله تعالى مِنْ دنيا وجنَّة وغيرهما، إذ ليس لصاحبِ هذا الزُّهدِ إلا الوصولُ إلى اللهِ تعالى والقُربُ منه). وقيل : ( الزُّهدُ عُزوفُ النَّفسِ عَن الدُّنيا بلا تكلُّفٍ ).

الورع :

علَّمنا النبي صلّى اللهُ عليه وسلَّم معنى الورعِ فقال: ( الإثمُ ما حاكَ في صَدْركَ وإنْ أفتاكَ عنه الناسُ) رواه الإمامُ أحمدُ وصحَّحه الشَّيْخُ الألبانِيّ.

وقد جمعَ لنا هذا المعنى في قوله صلّى اللهُ عليه وسلَّمً : (مِنْ حُسْنِ إسلامِ المَرءِ ترْكُه مالا يَعْنيه ) رواه الترمذيّ ، حديثٌ حَسَنٌ.

وروى الترمذيّ أيضاً : ( يا أبا هُريرة كُنْ وَرعاً تكُنْ أعْبَدَ النَّاسِ ).

أمَّا ابنُ القيمِ الجَوْزيَّة رحمه الله فقد عرَّفَ الورَعَ بقولِه : ” تَركُ ما يُخْشى ضررُه في الآخِرة ِ”.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع