التربيةتنمية بشريةعلم نفس

فنّ التأقلُم

من أشكال التغيير الذى نتعرض له فى حياتنا

تغيير الأفكار:-

وهو من أصعب أنواع التغيير التى يمر بها الإنسان، فهو يحاول دائماَ أن يصل إلى نتيجة معينة خلال بحثه فى وأحياناً يصطدم بالشىء الذى يغير أفكاره تماماً وهنا يبدأ الخوف، هل أخذ اتجاه آخر يستلزم المجهود الذى سيبذله؟ أم أن إتخاذه الطريق الذى إعتاده أسهل؟ لكن هذا يعتمد على قدرة الشخص وانفتاحيته على الأفكار الأخرى بشكل واسع دون تقييد.

فقد يؤيد الناس فكرة أن المال هو سبب السعادة ويظلوا يسعوا لذلك طوال العمر، ولكن إكتشاف النقطة الجوهرية وهى أن السعادة قد يكون لها مدلول آخر وطريق آخر يستلزم تغيير فى الطرق التى إعتادها الأفكار والجماعات فى سيرهم فى الحياة.

ويلخص برنارد شو تلك الفكرة قائلاً “ان الذين لايستطيعون تغيير أفكارهم لايستطيعون تغيير أى شىء”.

تغيير المشاعر:-

إن دخول شخص فى حياتك ومشاركته لك فى كل تفصيلة بالتأكيد يحدث تغييراً كبيراً والأقسى هو خروج نفس هذا الشخص.

وفى تلك الحالة يمر الإنسان بفترة يقاوم فيها تقبل فكرة انهيار العلاقة وانتهائها فهو لايقبل أبداً ان يعود إلى حيث ماكان.

لكن الحقيقى فعلاً ان الأمور لاتعود الى السابق بل تتغير، وهذه هى طريقة التأقلم مع الفَقد، ان تحول مشاعرك إلى محاور إنسانية أكبر، الأهل والأصدقاء المجتمع، كلها أشياء لاتكون بمثابة التعويض بل المحفز الأكبر للتجاوز عن التجارب.

وفى النهاية الوقت سيمنح الفرصة للعبور، لكن الإنسان أيضاً مسئول عن ألا يهدر الوقت، لذلك فاندماجك فى معتركات أخرى فى الحياة هو سبيلك للتأقلم مع التغيير الذى حدث، أما إن كنت من الناس الذين يصعب عليهم تقبل الواقع فإنك ستندمج مع مأساتك ولن تخرج منها أبداً.

الأوضاع الجديدة:-

إنها مأساة البشر، فمثلاً إعتاد الناس سماع نوع معين من الموسيقى وحين حدث تطور وتغير رفضوه بسرعه واتهموه بالسقوط ولكن مع الوقت استطاع الجديد أن يفرض ذاته.

ببساطة انك لاتستطيع أن تقود العجلة إلى الوراء، لذا فإن الحياة حين تهبك شىء لابد أن تعرف أنها أفقدتك آخر، وقبولك لمعنى التغيير فى الحياة هو أن تتقبل كل ماتواجهه فى مسارها سيئاً كان أو جميلاً، والناس الذين لايسمحون لأنفسهم بارتكاب الأخطاء لن يتقبلوا أى جديد يدخل إلى حياتهم، ولن تستطيع التكيف مع كل مراحل الحياة.

ويساعد الإنسان على تحويل الأوضاع الجديدة مهما كانت جيدة أو سيئة إلى نجاح بعض العوامل نذكر منها:-

إستمع إلى مصدرك الروحى. أيا كان نوعه، هل تجده فى صديق فى كتاب أو رياضة أو مع الله، وأطلب المساعدة ستجدها.

فكر خارج ذاتك، تسائل كيف تؤثر حياتك على الأخرين حولك من دائرة الأهل والأصدقاء والمجتمع حولك، وتأكد انك لو اتخذت قرارات مفيدة للجميع فانك فى الأساس تقدم الفائدة لنفسك.

كن صبوراً، فلابديل عن تحويل اى مسار جديد تمر به الى خطوة ناجحة الى بالصبر .



ودعنا هنا نقدم لك قصة وتجربة تحكيها لنا ليزابيث ساندروس، وهى مدربة تنمية، تحكى قصتها مع التغيير فى حياتها، وتقول ” فى أقل من الثانية تعرضت لحادث فجائى، وبعدها أدركت انى فقدت الكثير من بصرى، وكان التأقلم مع وضعى الجديد والإعاقة التى مررت بها هى وسيلتى للتعمق أكثر فى الحياة، ومعرفة دروس لم أكن أستطيع تعلمها لولا هذه التجربة، العديد من التحديات التى واجهتها لانجو وقد فعلتها”.

وتعطى ساندروس بعض الدروس التى واجهتها للتاقلم ولتحويل التغيير الذى طرأ بها الى طاقة ايجابية ومنها:-

لاتقلق من الإنفعال:-

منطقى أن تشعر بالألم والحزن وتنفعل وتغضب لما حل بك، لو حدث فليكن لفترة قصيرة بعدها عليك ان تتحرك، إن إتجاهك للتأقلم مع ماحل بك هو الطريق الى أملك فى إيجاد المساعدة التى ستبدل حياتك.

انت لست وحدك:–

الكثير حين يتعرض لشىء مؤسف يظن أنه صار وحيداً وإنه لن يجد من يقدم له يد المساعده، ولكن العكس انك لاتسير وحدك فى الحياة لديك عائلة وأصدقاء والإعتماد عليهم ليس عيباً فالله خلقنا بشراً لنكمل بعضنا البعض.

وتقول ساندروس “إعلم انك تستطيع أن تتأقلم مع أى شىء واطلب مساعدة الأخرين وتمتع بالأمل فى المستقبل” .

فهذا هو التحدى الأكبر أن تتغير فتتقبل فتتأقلم فتعيش الحياة كما ينبغى لها بعيداً عن الرتابة وبعيداً عن الهزيمة بل بوجهة نظر وطريقة مختلفة وسعادة لن يختبرها سواك.

وما لا يقل أهمية عن التكيف مع إصابة ذات طابع دائم أو مستمرة مع الإنسان، يأتى التأقلم مع تغيرات الأحوال والظروف المختلفة التى تطرأ فجأة ولا يجيد الكثيرون التعامل معها أو التكيف فى ظلها.

أصبحت الحياة المعاصرة أكثر تعقيدًا وصعوبة عمّا كانت عليه في الماضي فالعولمة وما تبعها من الانفتاح على الشعوب والثقافات والحروب التي عصفت في العالم والأزمات الاقتصادية جميعها أثّرت على حياة الإنسان بشكل أو بآخر فأصبح أقل قدرة على مواجهة مشاكله وهذا ما أدخله بحالة من الحزن الدائم، ولأننا نريد أن تتكيّف مع متغيرات الحياة إليك بعض الطرق التي تساعدك على هذه التكيف.


-استرجاع المعلومات وتكاملها من خلال دمجها بشكل منهجي.

-تحديد الأهداف المختلفة وموازنتها للحصول على نتائج مرضية. وضع خطوات العمل واتخاذ القرار، من خلال التنبؤ بالتطورات المستقبلية والتخطيط بكفاءة للخطوات التالية.

– الإدارة الذاتية من خلال القدرة على مواجهة الضغط في الوقت، والتغلب على الصراعات الداخلية والإحباط، وحسن التعامل مع الإجهاد

كذلك يتوجب على الشخص عندما يواجه المشاكل التي ليس حل، أن يقوم بإعداد قائمة الحلول وأن يعمل جاهداً على التفكير في كل الأمور التي يمكن أن تساعد في حل المشكلة.

ورغم أن مثل هذا الأمر قد يبدو سخيفاً للوهلة الأولى لكن إعتماد مثل هذه الطريقة يساعد كثيراً في إيجاد حلول مبدعة نتيجة استخدام العصف الذهني الذي قد تنتج عنه بعض الأفكار الغريبة أو المستبعدة، والتي قد تحمل في طياتها أكثر الحلول قابلية للتطبيق وأنجعها في علاج أى خلل.

كذلك من المهم تبسيط الأشياء :

يميل الكثير من الناس والاشخاص للأسف لجعل الأمور أكثر تعقيداً مما هي عليه في الحقيقة، لذا فإن أول خطوة باتجاه حل المشكلة هو القيام بتبسيطها عن طريق تعميمها والنظر إليها بصورتها الكاملة، وذلك بالرجوع إلى أساسياتها وجذورها الأصلية والابتعاد عن التركيز في تفاصيلها المختلفة، حيث يمكن وعند محاولة البحث أن يفاجأ الشخص في ظهور حلول واضحة جداً وبسيطة أمامه لم تكن ظاهرة للعيان في الوهلة الأولى، حيث أن الكثير من الأفكار البسيطة تصبح مع الوقت المقترحات الأكثر إنتاجية.

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع