هل عرف الفراعنة الإنارة
أوضحت الدراسات أن أغلب الكتابات الفرعونية تشير إلى قدرة الفراعنة على استخدام الكهرباء للإضاءة، وهو ما كشفه أيضا العديد من النقوش الحجرية أو الأفاريز المكتشفة في معبد حتحور بمجمع دندرة في مصر.
وأضافوا أن المصريين القدماء حصلوا على الإضاءة باستخدام المصابيح وتقنية الضوء القوسي، فى إشارة إلى أن الرسوم التي تم العثور عليها داخل معبد دندرة تشير إلى أن المصري القديم نجح في استخدام الكهرباء.
فلا يعرف العلماء على وجه اليقين كيف استطاع المصري القديم الرسم والنحت بتلك الدقة على جدران المقابر الفرعونية في ظلام دامس وفي تلك الممرات الضخمة القابعة تحت الأرض في أماكن مختلفة.
وكيف تمكن المصري القديم من إدارة كل تلك الأعياد التي ذُكرت في نصوصهم القديمة بدون مصدر ثابت للضوء ؟
فقط ظهرت فرضية مثيرة للإعجاب, حيث زعم عدد من الباحثين أنه تم اكتشاف الكهرباء في العالم القديم , وكان الكهنة في مصر القديمة هم أول من استخدم الكهرباء في إنارة المقابر تحت الأرض , وما عزز فرضيتهم تلك ما تم العثور عليه من نقوش غطت جدران زاوية مظلمة تقع في سرداب في معبد حتحور في دندرة .
انتشرت تلك الفرضية سريعاً , وأثارت تلك النقوش فضول المهندسين والباحثين على حد سواء , وبعد دراستها , أكدَّ العديد من الباحثين أن تلك الصورة على جدران معبد حتحور تبدو بالفعل كمصباح كهربائي من نوع ( أنبوب كروكس ) – وهو عبارة عن تجربة كهربائية قديمة تم فيها استخدام أنبوب تفريغ مُفرّغ جزئيًا أجراها الفيزيائي الإنجليزي وليام كروكس ومساعدوه بين عامي 1869-1875 م، وقد اكتشف خلال التجربة وجود الأشعة المهبطية أو تيار الإلكترونات ( أشعة الكاثود ).
وعندما يكون الأنبوب قيد التشغيل, يتم إنتاج حزمة من الطاقة ( الإلكترونات ) التي تدخل إلى أنبوب الكاثود حتى تصل إلى نهاية الطرف المقابل.
في صورة المعبد : نجد أنه تم تمثيل حزمة الإلكترونات بأفعى متوجة طويلة يمتد ذيلها كسلك يتصل بقاعدة على شكل وردة اللوتس وموصولة بسلك يدخل في جسم مربع الشكل يبدو وكأنه بطارية، وبالقرب من ذلك الشكل المربع يجلس شخص يرمز لإله الهواء عند المصريين القدماء, مع وجود ثلاثة أشخاص تحت ذلك النقش وقرد يحمل ما يشبه السكاكين في الجهة المقابلة للمصباح.
ويعتقد العلماء أن ذلك القرد الحامل للسكاكين يبدو كعلامة للتحذير من خطر الصعقة الكهربائية إذا تم لمس الأسلاك والمصباح , وجدير بالذكر أن الأفعى في مصر القديمة كانت ترمز للطاقة الإلهية.
وفقاً للباحثين فإن أوجه التشابه هائلة بين تلك النقوش وأنبوب كروكس الذي نعرفه اليوم.
مناصري تلك الفرضية يعتقدون أن تلك المصابيح المصرية القديمة هي مفتاح اللغز لكيفية تصميم تلك المنحوتات المعقدة, واللوحات والنقوش الجدارية على طول جدران المعابد القديمة والمقابر الفرعونية.
وعلى الرغم من ذلك يرى الباحثون التقليديون أن الفراعنة المصريين استخدموا الفوانيس والمصابيح الزيتية العادية على مر السنين, ولكن العلماء فشلوا في العثور على آثار السخام الناتج عن مصابيح الزيت.
اعتقد البعض أيضاً أن الفراعنة استخدموا الإضاءة المنعكسة على المرايا المصرية القديمة, ولكنهم وجدوا أنها قد تكون غير فعّالة للغاية لأن تلك المرايا كانت مصنوعة من النحاس المصقول ولا يمكنها أن تعكس الضوء بشكل كافي لكي يرتد من سبع أو ثمان مرايا لتوصيل ما يكفي من الإنارة إلى الغرف الموجودة تحت الأرض, ولم تكن المرايا فقط هي القضية, ولكن بالنظر إلى حقيقة إن الشمس تتحرك عبر السماء كل يوم, فكان لا بد على المصريين القدماء أن يضبطوا باستمرار وضع المرايا لتعكس الضوء بدقة، مما يجعل تلك النظرية أيضاً ليست خياراً جيداً .