لعنة الفراعنة التى حيرت الجميع
في عام 1922 كان افتتاح المقبرة الفرعونية الأشهر في التاريخ التي يرقد فيها الملك الشاب «توت عنخ آمون»، ومع الإزاحة الأولى لبابها الحجري هبت عاصفة رملية عاتية رغم أن توقيت الاكتشاف كان في الصيف، وتردد أن صقر شوهد يخفق بجناحيه «محمومًا» حول المقبرة وهو ما أثار المخاوف من لعنة الفراعنة !
لعنة الفراعنة الأسطورة التي أرعبت علماء ومنقبين، كانت عائقا في كثير من الأوقات أمام الاكتشافات الأثرية الجديدة ؟!
بدأت اللعنة فعلًا عندما اكتشف الإنجليزيان هواردكارتر واللورد كارنارفون مقبرة الملك «توت عنخ آمون»، وكان أول ضحايا اللعنة هو العصفور الذي وضعه كارتر في شرفة الفندق وفجأة وبلا سابق إنذار سمع كارتر صوتًا أشبه بالاستغاثة يصدر من الشرفة وعندما هم بالدخول وجد ثعبان كوبرا يلدغ العصفور وهو داخل القفص.
بدأت بعد ذلك سلسلة من الأحداث الغريبة التي لا يوجد لها تفسير حتى الآن، وفى الافتتاح الرسمي للمقبرة أصيب اللورد كارنافون بمرض غريب، حرارة شديدة ونوبات مثل الصرع وعجز الأطباء عن تفسير الحالة ثم توفي في منتصف الليل.
والأغرب من ذلك هو انقطاع التيار الكهربائي عن القاهرة كلها لحظة وفاة كارنافون. وبعدها ذكر البعض أن الوفاة ربما تكون بسبب لدغة بعوضة عند افتتاح المقبرة وآخرون قالوا إنها نتيجة الإصابة بالتسمم أو بسبب الإصابة بآلة حادة داخل المقبرة لكن كلها اجتهادات ويبقى سبب الوفاة غامضًا.
بدأ الموت بعد ذلك يحصد أرواح كل من شارك أو ساهم في الافتتاح حيث توفى سكرتير كارنافون دون سبب واضح ثم انتحر والده بعد وفاته، وأثناء تشييع جنازته دهس الحصان الذي كان يجر عربة التابوت طفلًا صغيرًا فقتله، مات أيضًا عالم الآثار الأمريكي «آرثر ميس» بعد مساعدته لكارنافون في افتتاح المقبرة، حيث أصيب بإعياء شديد ثم فارق الحياة.
أصيب أيضًا «جورج جاى» المليونير الأمريكي صديق كارنافون بالعمى ومات فور رؤيته للمقبرة، ثم تلى بعد ذلك إيفيلين هوايت عالم الآثار المصرية بجامعة ليدز في ظروف غامضة وفوجئ الجميع بعد وفاته بتركه رسالة يقول فيها «حلت لعنة الفراعنة» وأيضًا مات جورج باتريت مين خبير الآثار المصرية بمتحف اللوفر بضربة شمس وهو يغادر مقبرة الملك.
كان من أغرب ما حدث قصة مفتش الآثار المصري «محمد إبراهيم» الذي أجبره المسئولون آنذاك على إرسال بعض كنوز الفراعنة لتعرض في متاحف باريس رغم معارضته لذلك وبعد ذلك بأيام دهسته سيارة أثناء عبوره الشارع !
أيضا وفاة دكتور جمال محرز مدير الآثار الذي كان يناقش المؤلف الألماني «فيليب فاند تبرج» حول عدم اقتناعه بلعنة الفراعنة، وقال المؤلف الألماني أكبر دليل على أن هذه اللعنة خرافات عدم حدوث أي شئ لي، لكن المفاجآت كانت وفاة الدكتور محرز فجأة عن 52 عامًا بالسكتة القلبية أثناء إعداده للاحتفال بمرور خمسين عامًا على اكتشاف مقبرة «توت عنخ آمون».
رغم عدم اقتناع د. زاهي حواس وزير الآثار الأسبق بلعنة الفراعنة إلا إنه هو شخصيًا تعرض لمواقف غريبة احتار في تفسيرها، على سبيل المثال عندما حاول زاهي حواس ومعه مجموعة من علماء الطاقة الذرية وبعض الأثريين نقل مومياء الملك «توت عنخ آمون» خارج المقبرة لوضعها على جهاز الأشعة لفك لغز وفاة هذا الفرعون الصغير.
هبت عاصفة ترابية شديدة أصابت الجميع بالخوف والهلع، طمأن دكتور زاهى حواس الجميع بأنها مجرد عاصفة وبعد أن هدأت العاصفة حملت المومياء لتوضع على أحدث جهاز للأشعة وكان هدية من شركة «سيمنس الألمانية» أصيب الجهاز فجأة بالعطل ولم يعمل وفشلت محاولات إعادة تشغيله وبعدها بدقائق تلقى د. زاهي مكالمة هاتفية من شقيقته وهى تصرخ وتخبره بوفاة زوجها.
قرر وقتها د. زاهي العودة مرة أخرى للقاهرة للمشاركة في الجنازة وعندما اتصل بوزير الثقافة فاروق حسني آنذاك ليبلغه بالخبر اكتشف أن الوزير دخل المستشفى بعد إصابته بوعكة صحية، وللعلم كان فاروق حسنى وزير الثقافة هو من أصدر قرار الموافقة على نقل المومياء!
وعن غرق سفينة تيتانيك البرطانية، إذ يقول البعض إنها حملت مومياء فرعونية، تحوي تعويذة تقول: «انهض من مرقدك يا
أوزوريس، نظرة منك تمحو بها أعدائك الذين انتهكوا حرمتك المقدسة”.
وبحسب صحيفتي واشنطن بوست، ونيويورك تايمز الأمريكيتين، فإن الشفينة نقلت مومياء الأميرة «آمن رع» نقلا عن ركاب نجوا من كارثة غرق تاتيانيك ومنهم فريدريك كيمبر.
وقال هؤلاء إن رفيقهم على متن السفينة ويليام ستيد المسؤول عن نقل الأميرة قصّ عليهم حكايات عن لعنة المومياء المصرية، في الليلة التي سبقت غرق السفينة تيتانيك، مؤكين أن «ستيد» نفسه غرق مع السفينة.
يقول محمد عبد المقصود رئيس الإدارة المركزية العامة للآثار المصرية السابق :
لا وجود للعنة الفراعنة وكل الحوادث التي وقعت ليست إلا مصادفات ولو كانت اللعنة موجودة لاقترنت بكل اكتشاف، وأحب أن أوضح أن عرض العديد من الأفلام السينمائية التي تتحدث عن اللعنة ساهم في نمو هذا الوهم.
ويواصل كلامه قائلًا، «أن الذين روجوا للعنة الفراعنة هم بالأصل يشوهون الحضارة المصرية بغرض الترهيب منها حتى يحدث اكتشافات جديدة ولتخويف القائمين على العمل خاصة وأن الحضارة المصرية حضارة فريدة، كما أن كل غموض يؤدي إلى الإثارة والتشويق وهذا هو ما ينطبق على قصة لعنة الفراعنة».
ويستطرد د. محمد كلامه قائلًا: «الموضوع كله لا يخرج عن بعض التعاويذ والكتابات السحرية على جدران المقابر وأيضًا بعض الدعوات التي كتبها صاحب المقبرة والتي تدعو بالسوء على مكتشف المقبرة ومن أمثلة هذه الدعوات، أن الموت سيحل بكل من يعبث بالمقبرة، مؤكدًا أن معظم الذين ماتوا كان نتيجة دخول المقبرة بشكل خاطئ أو إصابتهم بالفيروسات والميكروبات بسبب عدم تهوية المقبرة والدخول إليها مباشرة، أيضًا معظم حوادث الوفاة كانت لغير المصريين ووفاة البعض من المصريين لم تكن إلا صدف.
أما عاطف أبوالدهب وكيل وزارة الآثار الأسبق، كان كلامه مفاجأة حيث أكد على وجود اللعنة قائلًا، نعم هناك لعنة الفراعنة وهي موجودة فعلًا وكل الحوادث التي حدثت شاهدة على ذلك ومن غير المعقول أن تكون كلها مصادفات بالشكل الذي وقعت به، لافتًا أن هناك أشياء خفية في حياتنا لا نعرفها مثل الجان فهو موجود لكن لا نراه وكذلك لعنة الفراعنة فهي مرتبطة بالسحر والعالم الأخر وغير معلوم لنا.
ويواصل عاطف كلامه قائلًا، أن الفراعنة اجتهدوا في الفكر والفلسفة لدرجة إنهم الوحيدون الذين ذهبوا لما بعد الموت لأهمية ذلك كتبوا أسماءهم على المقابر حتى لا تجد الروح صعوبة في العودة مرة أخرى للجسد لذلك سعوا وراء التحنيط ووضعوا أدواتهم ومتعلقاتهم كاملة مع جثثهم ولإيمان المصري القديم بهذه الحياة الأخرى كتب التعاويذ السحرية لكي يحمى جثته من السرقة، لذلك كان يكتب على المقبرة عبارات تلقى الرعب في القلوب مثل، «إذا اقترب شخص من هذا المكان المغلق المقدس وحاول انتهاكه والعبث في المومياء فإنه ستحل به اللعنة».
ويستطرد أبو الدهب قائلًا، بالفعل هناك شئ غامض في هذا الموضوع خاصة مع العلم أن الفراعنة وصلوا لمرحلة متقدمة جدًا من التقدم والازدهار لدرجة إنهم زرعوا الجراثيم الخبيثة داخل المقابر وأبرزها على الإطلاق فيروس الجمرة الخبيثة، لذلك هم أول من اكتشفوا السلاح البيولوجي واستعملوه لحماية مقابر أنفسهم من أي اعتداء خارجي، أيضًا للتوضيح إن كل الذين ماتوا بسبب اللعنة ماتوا لأسباب غامضة عجز الطب الحديث عن تفسيرها.
ويضيف، فمثلًا ممول البعثة التي اكتشفت «توت عنخ آمون» اللورد كارتر، مات كلبه بنفس المرض في لندن وأيضًا الباخرة (كوين الزابيث) كانت تقوم برحلة من انجلترا لأمريكا في أوائل القرن الماضي وكان بها كل عوامل الأمان وفجأة في وسط المحيط غاصت في الأعماق وعندما نزل الغطاسون في الماء للبحث عن أسباب الغرق لم يجدوا أي شئ معطل بل كل الأجهزة سليمة بالسفينة إلا وجود تابوت مصري مسروقًا وملفوفًا في غرفة الماكينات وعليه دعوات تصيب كل من يقترب منه فهل هذه مصادفة ؟
و للعلم فإن الآلهة المصرية القديمة لم يعبدها المصريون بالشكل المعروف، لكن كانت تمثل لهم الملائكة و كل ملك له مهمة يقوم بها.
لذلك يمكن القول أن الفراعنة وصلوا لمرحلة متقدمة جدًا من العلم والحكمة في الوقت نفسه فهم أول من استعمل الحشيش في إجراء عملياتهم الجراحية، كما إنهم عالجوا العقم عند السيدات كما سبق وأوضحنا بأن توضع السيدة العقيمة في المقبرة لمدة يوم كامل ونتيجة للرهبة والخوف والتوتر فإن الأجهزة العصبية تعمل بشدة مما يعطى المرأة القدرة على الإنجاب، للعلم هذه العادة موجودة في المعابد المصرية.
وفي النهاية نحن أمام ظاهرة غامضة اختلف الجميع في تفسيرها ولم يتفق أي من علماء الآثار على فكرة واحدة، لكن الأمر المؤكد إننا أمام حضارة عظيمة نجحت في جعل الحيرة تنتاب الجميع.