هى النساء فتنة ؟
كم أنا منبهرة بكم الإنفلات واللامبادئ واللا إلتزام واللا حرص الذى تمارسه الفتيات والنساء فى الشوارع، منبهرة جداً.
أثناء فترة المراهقة والتى يفترض أن الفطرة تجبر كل الفتيات على الشعور بأنها تنتقل من سن الطفولة إلى الشباب وأنها قد تلفت نظر بعض الشباب والرجال فى الشوارع، ومن بينهم بالطبع منحرفون ومرضى قلوب.
كانت الفتيات تشعرن بالضيق الحقيقى لو ضايقها أحدهم أو تجرأ عليها وقد تشعر بالذنب وتحمل نفسها المسئولية فى أنها كان يجب أن تعتنى بلبسها بشكل أكبر وتجعله أكثر حشمة.
كنت أنا وأختاى عندما يحين موعد الخروج وترتدى إحدانا ملابس الخروج والتى نشتريها من خامات معينة ومتماسكة وبرضا تام من أمى.
كانت الخارجة منا وبعد الانتهاء من ارتداء ملابسها؛ تذهب وتجئ وتمشى وتدور أمام الأخرى حتى تؤكد لها أن الأمور طيبة ( وكله تمام ) من ناحية أن لا شئ محرك للنفوس المريضة أو خامة خفيفة أو لاصقة أو شئ من هذا القبيل.
أما الآن وليس مرة ولا اثنتين ولا ثلاثة؛ بل لمرات عدة؛ أرى صديقتين أو أختين أو أى اثنتين فى الطريق ترتدى إحداهما ملابس ضيقة ولاصقة ومفتوحة ومقطعة وخفيفة وبها كل الممنوعات التى تمتنع عنها إى فتاة محترمة، وإذا بها تنظر للأخرى وكأنها تسأل الأخرى ( هاه كله تمام ؟).
ولكن ليست ( كله تمام ؟) التى كنا نقولها فى مراهقتنا زمان، إنها العكس !
فهى تتأكد هل كله تمام، ملابسى ضيقة ( ومحزقة) ومثيرة للفتن والتحرش؟
هل كله تمام وتقطيعات البنطلون الضيق الذى أرتديه ظاهرة جيداً ؟
هل القماشة ملتصقة بجسدى بصورة مقرفة، وخفيفة ومثيرة لكل السائرين فى الشوارع ؟
وإذا بالأخرى تقول لها ( آه كله تمام ) !!
فى بعض الأحيان وأنا فى الشارع تنادى علىّ بعض الفتيات وتقول : لو سمحتى، الراجل ده عمل حركة قليلة الأدب أو عمل حاجة مش كويسة، وأنا فى الحقيقة إن وجدت ملابسها ملتزمة أو على الأقل معقولة فلا أمانع بمساندتها بمناداة هذا الشخص والصراخ فى وجهه حتى الصباح الباكر ولكن إن وجدت ملابسها خالية من الإلتزام فهنيئاً لها التحرش والمضايقات والمعاكسات وكل ما تتمنى.
حديث أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال: ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء.
أبلغنا الله أن النساء أشد الفتن على الرجال، ما هذا إذاً الذى يحدث فى الشوارع والتيك توك واليوتيوب ؟
منذ فترة قد تكون عام تقريباً تفجرت قضية لفتاتين شهيرتين تم القبض عليهما واتهامهما بالتحريض على الفسق وتحطيم قيم المجتمع، وقتها لم أتابع أخبارهما ولم أفكر للحظة أن أبحث عن مقاطع الفيديو التى عرضتاها وتسببت فى اتهامهما بالفسق وفهمت من بوستات شبكات التواصل الاجتماعى أنهما منحرفتان بشكل ما وأنهما لاقتا نتاج أفعالهما.
وبالأمس وجدت حديث وبوستات على وسائل التواصل الاجتماعى تتحدث عن حكم بالسجن على هاتين الفتاتين.
فقررت أن أسأل عما كانا يقدمان حتى تستحقا السجن 10 سنوات و6 سنوات ؟
كما كان لدى فضول أن أعرف ما جعل هاتين الفتاتين تنالان كل هذه الشهرة، ولكن عندما سألت ( هما كانوا بيعملوا إيه ولا بيقولوا إيه فى فيديوهاتهم ؟) كانت الإجابة ( خلاص هما مسحوا فيديوهاتهم )، ولكنى وجدت مقطعين لواحدة من هاتين الفتاتين، أحدهما تبرئ فيه الفتاة نفسها وتقول أنها لم تفعل شيئاً وأن الحبس لكل هذه السنوات ظلماً وأنها كانت تلبس الحجاب أثناء تصوير الفيديوهات وأنها لا تفهم لماذا هى مضطهدة من الدولة بهذا الشكل ؟
والثانى ترقص فيه وتغنى وهى ترتدى ملابس ضيقة جداً وعلى وجهها 68 كيلو من مساحيق التجميل.
مبدئياً بكائها لم يقنعنى بربع جنيه.
ثانياً عندما شاهدت الفيديو الذى تسبب فى حبسها واتهامها بالاتجار فى البشر وبكل كمية أحمر الشفاه الفاقعة الفسفورية، هذه ليست شفاه فتاة عادية وهى تقترب من الكاميرا بشكل زائد وتصدّر لنا شفاهها وتقوم بالتصوير ب 500000
فلتر حتى تبدو بيضاء كالجير.
المهم أن كمية مستحضرات التجميل وحركات يديها وعينيها وشفاهها، وكذلك ملابسها ورقصها فى فيديو آخر فى مكان يبدو أنه مول تجارى أو مكان عام لا ينم عن فتاة بريئة.
( إحنا مش هبل للدرجة دى ) !
ثم إنها وإن أنكرت تهمة اتجارها فى البشر، ولن أخوض فى تفاصيل تقنية لست واثقة من صحتها، لكن ببساطة شديدة لماذا يطلب تطبيق أعضاء بنات فقط ؟؟
إلا إن كان تطبيقاً سئ السمعة !
ولماذا تؤكد الفتاة بطلة العمل فى الفيديو الذى تجمع فيه أكبر عدد من البنات على كلام من نوع ( الابليكيشن محترم، ومش عايزة حد يدخل يهرج، والكلام ده مش عندى، ده أكل عيش، ومش عايزين دلع ) ؟
هل لو كنت أقوم بعمل محترم سأصول وأجول وأذهب فى كل مكان لأقول ( أنا شغلى محترم، أنا شغلى محترم يا جماعة ؟ )
نأتى لنقطة الشامتين، أنا وإن كنت وأقسم بالله العظيم لست شامتة فى هؤلاء، ولكنى أشعر بالرضا عن أنهما سيكونان عبرة لأمثالهما وبهذا الحكم تربى المحكمة أجيالا لم تربيها الآباء والأمهات وتؤكد للشباب والمراهقين أن هذا الذى يفعله هؤلاء يستحق العقاب.
أعود للشامتين أو بعضهم ممن لا يحملون قلب أسود ولكنهم يعانون من انتشار الانحراف والانحلال والانفلات الأخلاقى الكامل فى كل مكان ولا يعرفون أين يضعوا أولادهم بمنأى عن هذه القذارة، وقد تعبت أعصابهم وتوترت حياتهم فى حروب ومعارك مع مواقع إباحية تملأ الدنيا وأفلام جنسية بعدد شعر الرأس وتطبيقات منحرفة تعلن عن نفسها فى كل مكان وإعلانات قذرة تملأ الآفاق وكيف يقنعون أبنائهم بأن كل هذه القاذورات ممنوعة ومحرمة، فى عصر يفتح لهم طريق الانحراف فى كل مكان يذهبون إليه وفى كل فيلم يشاهدونه وكل جلسة مع أصدقائهم وكل لمسة لهواتفهم ؟
قد يتربى طفل على الإلتزام والتدين وأن هذا حرام فيبتعد عنه وأن الاختلاط الزائد حرام وأن الإناث فتنة وأنه أرقى من أن يفتتن بأى أنثى إلا بإرادته، ويعيش فى هذا الفكر إلى إن يشاهد صور ما أو فيديو ما أو فيلماً ما، هل تظن أنه سيعود بعدها كما كان قبلها ؟
بالطبع لا، سيتحول بكل السرعة والسهولة إلى الفضول لمشاهدة المزيد….. وهكذا.
فالجميع، لا سيما المراهقين والأقل سناً لا يتحملون مشاهدة أى نوع من الإنحراف إلا ويثير فيهم الرغبة فى المزيد بمنتهى النهم وبكم كبير !
فيفسد ما فعله الآباء فى أعوام وهذا هو سبب شماتة بعض الأهالى فى هؤلاء !
أشعر بمنتهى القرف من أى أنثى تستخدم جسدها للتكسب أو حتى للفت الأنظار، تشعرنى بقرف حقيقى وعميق، وتشعرنى بأنها تجلب العار والحقارة لكل الإناث على وجه الأرض،، كما تستدعى لدى فكرة أنثى الحيوانات التى تعيش بلا ملابس وتمارس الجنس مع الجميع !!!
مع انتشار هذا القدر من القذارة لم يعد الرجال ولاحتى الغلمان والفتيات يتحملون المزيد من العرى والملابس الضيقة والمصنوعة من خامات تستخدم فى الأساس لملابس النوم للمتزوجات.
وفى قاع طين هذا المستنقع الذى نغوص فيه، يظهر لنا أناس غرباء يقولون، ( النساء مش فتنة، وكل واحد يمسك نفسه، والبنات والستات تلبس اللى هى عايزاه، وتعمل الفيديوهات اللى هى عايزاها، دى حريتها الشخصية، واللى مش عاجبه ميتفرجش غو يعمى عينه أو ياخد شنطته ويروح كوكب تانى) !
(طب والحديث اللى قلته فى الأول؟ كلام فاضى ؟ يعنى لو النساء مش فتنة، ليه ربنا هيقولنا إنهم فتنة ؟؟)
سؤال والله بجد !
لم يعد أحد يحتمل هذا الكم من الإثارة الجنسية فى كل مكان.
كيف سننتج أو نتبع الدين أو نربى أبنائنا أو نقيم علاقات زوجية سوية وسط كل هذا الفساد والفحش والدنس والوضاعة التى لا تليق بإنسان كرمه الله ؟؟؟؟
وإن حاولنا فهم سبب هذا التفشى اللا أخلاقى الرهيب، فلن يكون السبب إلا أنه غضب من الله، لم يسلط علينا فيه براكين ولا أعاصير ولا أوبئة أو زلازل، وإنما سلطنا نحن على بعضنا البعض !