قصة الرغيف المسموم
كانت هناك امرأة تعيش في قرية فقيرة فى وسط الصحراء وكانت تصنع يومياً الخبز لعائلتها وكانت كلما صنعت الخبز قامت بأخذ رغيف ووضعه على نافذة بيتها بحيث إن مر أحد الفقراء يأكله، لكنها لاحظت أن من يأخذ ذلك الرغيف يومياً هو نفس الشخص وكان يقول جملة لكن هذه الجملة كانت تضايق المرأة كثيراً.
كان يقول (الشر يبقى معك ولكن الخير يعود أليك) فكانت تظن أنه يقصدها بالشر أو يتمنى لها شراً وفي أحد الأيام فاض الكيل بالمرأة من هذا الرجل الغير شاكر للإحسان فقررت أن تتخلص منه ووضعت في الرغيف سماً ليقتله وبعد أن صنعت الرغيف وهمت بوضعه على الشباك استعاذت من الشيطان وقالت فى نفسها هذا عمل محرم كيف يمكن أن أفعل هذا فألقت الرغيف في القمامة ووضعت رغيف آخر جيد. ثم أتى الرجل وأخذ الرغيف وقال كلمته ورحل.
وكان لتلك المرأة إبن كان قد سافر منذ مدة وانقطعت أخباره وكانت تدعو يومياً أن يعود أو أن تعلم عنه أى شئ، وإذا هي جالسة طرق الباب وإذ بإبنها يستند على الرجل الفقير الذي يأخذ الخبز، وكان ابنها مريضاً وضعيفاً،
فسألته ماذا حدث لك : فقص عليها أنه عانى كثيراً في سفره وكاد أن يموت وقد أتى سيراً إلى قريته وأنه قابل هذا الرجل على أطراف القرية, وقال كدت أموت جوعاً وعطشاً، لكن هذا الرجل سقاني وأطعمني رغيف خبز،
حينها بكت الأم وفهمت ما كان يقوله الرجل الفقير.
الخير الذي كانت تقوم به عاد لها ونجى ابنها والشر لو كانت قامت به لكان بقي عندها وأكل ابنها الرغيف المسموم ومات إن كانت أعطته للرجل.