خلى بالك من نفسك خلى بالك من روحك
فيه مكونات أساسية من مكونات أى مخلوق عاقل؛ اللى هما بنو آدم؛ وهى الإنسان والروح والنفس، التلاتة بيؤثروا فى بعض بالسلب والإيجاب وبيكونوا فى الآخر الشخص بسلوكه وتفكيره وخيره وشره !
دايماً باقول طول الوقت فى المقالات السابقة واللاحقة ولما باكلم حد مريض أو على حافة المرض النفسى أو حتى حد عادى؛ إن المرض النفسى صعب بل وأصعب فى العلاج من كل الأمراض العضوية، وإنه بياخد وقت طويل جدا وممكن ميتمش أصلا ويفضل موجود مع الشخص طول حياته !
بس ليه المرض النفسى بيحصل فيه كدا ؟؟؟
علشان المريض النفسى لما بيتعب نفسياً بيروح لدكتور نفسى، نفسى يعنى بيعالج النفس، اللى هى أحد مكونات الشخص اللى هما الإنسان والنفس والروح !
أوكى لحد هنا ؟
طب لو الأطباء النفسيين بيعالجوا النفس لو تعبت أو تضررت، يبقى مين هيعالج الروح لو تعبت أو تضررت ؟
وفى الأغلب الأعم؛ اللى نفسه بتمرض، روحه بتمرض برده بس قبلها بشوية !
فكدا اللى هيروح لدكتور نفسى وهيلاقى علاجه مبيتمش والدكتور بيرمى عليه مسئولية العلاج زى ما قلنا فى المقال اللى فات، بيبقى لازم العلاج الباقى ده يبقى من خلال روحه، والروح دى شغلته هو مع ربنا أو مع ذاته بس هى مع ربنا أكتر، فهى مش بتاعة الدكتور ، مش تبعه ولا ليه سلطة عليها علشان كدا بيسيب شغلها على المريض لأنها بتاعته ومحدش يقدر يصلحها غير هو وربه !
علشان كدا فيه خلط قديم جدا بين البعد عن ربنا والمرض النفسى أو القرب من ربنا والسلامة النفسية !
ليه الخلط غلط ؟
علشان القرب من ربنا بيظبط الروح مش النفس، القرب من ربنا بيعمل سكينة واستقرار داخلى بس شغله أكتر على الروح، فلو حد بيشتغل على روحه بس وبيقرب من ربنا وبيتوغل فى الدين هتبقى روحه فى الأمان بس مش شرط خالص إن نفسه تبقى فى الأمان، فممكن نفسه تمرض عادى ويحتاج يتعالج نفسياً فى نفس الوقت اللى هو فيه مقرب من ربنا وفى قمة التدين.
يعنى النفس والروح مكونين مهمين ومختلفين وكون واحدة فيهم سليمة ميؤكدش سلامة التانية والعكس !
يبقى كدا اللى عنده مرض نفسى ونفسه فيها حاجة بايظة أو مختلة ومش مظبوطة مينفعش أقوله قرب من ربنا وصلى ركعتين واقرأ قرءان وانت هتخف !
هو القرءان والصلاة هتريحه بس مش هتعالجه !
لأنه نفسه اللى مريضة بينما احنا بنشتغل معاه فى الحتة بتاعة الروح، علشان كدا مش هيخف غير لما نشتغل على الحتة بتاعة النفس !
لو افترضنا مثلا إن الإنسان ده كوباية بتحوى الروح والنفس، الروح مثلاً سائل لونه أبيض والنفس سائل لونه أسود والاتنين مندمجين مع بعض فى الكوباية اللى هى بتمثل الإنسان.
هل ممكن الأبيض يخلى الأسود أبيض أو الأسود يخلى الأبيض أسود مهما حاول ؟
أكيد لاء !
لازم الأبيض يفضل أبيض وواخد حقه والأسود يفضل أسود وواخد حقه.
طب ينفع نفضل نزود فى الأبيض علشان الأسود يبقى أبيض أو العكس، أكيد لاء !
علشان كدا مهما اشتغلنا على الروح والنفس مريضة أو العكس، مش هنوصل للنتيجة المنتظرة وهيبقى مجهود فى الاتجاه الغلط.
ينفع مثلا واحد خارج يقول أنا هالبس هدوم كتير بس مش هالبس جزمة وهاعتبر الهدوم الإضافية بديل عن الجزمة، ولا لااازم يبقى فيه هدوم وفيه جزمة علشان المظهر يكتمل ؟
هو ده اللى بيحصل جوا الشخص بين روحه ونفسه، يبقى هو لازم يشتغل على روحه من خلال علاقته مع ربه ويشتغل على نفسه من خلال تزكية نفسه عموماً وبالالتزام بالعلاج النفسى فى حالة المرض، بإنه ياخد دواء (كعلاج للنفس) ويعمل النصايح اللى الدكتور أو المعالج النفسى بيقولوها ( كعلاج للنفس والروح معاً) ويقرب من ربنا ( كعلاج للروح ).
ومافيش حاجة من دول تغنى عن التانيين، شفتوا العلاج النفسى صعب ازاى ؟
يبقى لازم كل واحد يحافظ على نفسه وعلى روحه، علشان دول غاليين أوى !