لو طبقوا هذه المقولات على العلم
هل ترى الأفضل أن تحاول حتى آخر أنفاسك، من أجل مبدأك أو حلمك أو موقفك أو فكرتك ووجهة نظرك، حتى وإن انتهى الأمر إلى ضياعك أو تحطيمك أو حتى موتك ؟
فإما تفوز أو تنتهى وتموت ؟
أم أن الأفضل؛ السعى على قدر الطاقة، فإن إستطعت فبها ونعمة، وإن لم تستطع، فتكفيك المحاولة ولتحاول مرات تالية فى جولات لاحقة ؟
هل ترى فى ذلك ضعفٱ واستسلامٱ أم رضا وتصالح مع المواقف ؟
لا سيما إن كان هذا الاستسلام فيه نفع لغيرك أو استفادة شخص آخر من سقوطك ؟
هل تراها هزيمة، أم محاولة لنفع آخر، مادامت منفعتك قد وقف حالها واصطدمت بحائط ؟
هل ترى فرقٱ بين استسلامك وقد انتفع غيرك، أم ترى أنه لابد من ضمان عدم انتفاع أحدا من سقوطك ؟
هل سيتاح المجال أمامك، لتفكر فى حين أنك تنهار أو تموت لا قدر الله، فى التأكد من أنه لا أحد سيجنى شيئٱ من إنهيارك أو ضياعك ؟
أم أن حالك وقتها سيحتل كل مجالات التفكير داخل عقلك ؟
فلا يهمك من استفاد منك أو من ضاع معك ؟
هل هذا الإصرار نوع من الشر، أم نوع من المهارة والدهاء ؟
وهل الخنوع والإعتراف بالفشل وأن ما سعيت له لم يكن لك، فليستفد من يستفد، ضعفٱ واستكانة ؟ أم رحابة صدر وحب للخير؟
لا سيما أن سقوطك قد أخذ من عافيتك، وربما أنت لست مهيأ لمتابعة أحداث ما بعد الفشل ؟
كانت هناك بعض الأقوال المشهورة التى تدعو إلى الاستماتة على الهدف وإلا ( عليا وعلى أعدائى ).
فهم يرون أن المهارة كلها فى أن أستفيد أنا وإلا فلا أحد يستفيد مما وصلت إليه أو أنجزته، ولكن لو طبقوا هذه المقولات على العلم لفشل العلم والبحث العلمى بكل فروعهما ولمات كل عالم بما توصل إليه من مراحل الانجاز مادام لم يصل إلى الإنجاز النهائى.
أشعر وكأنه واجب على أن أحترم أكثر طيب القلب الذى يحاول إنجاز مصلحة حتى ولو لم تكن له، لسعة صدره وإنسانيته.
ولك الاختيار.