كثيرات من النساء ينزعجن لكثرة الأدوار المفروضة عليهن أو ترين أن الرجال يكلفهن بأعمال مختلفة، بينما يكتفى الرجال بأداء مهمة واحدة فى الوقت الواحد وإلا تشتتوا.
كون الرجل فى كل مكان فى العالم؛ يبحث عن ويفضل المرأة الواحدة فى أدوارها المختلفة، المستقلة والمستندة عليه ماديا، القوية والضعيفة، الأم والخالية الذهن، العالمة والجاهلة، القارئة والمنغلقة، فهو معذور فى ذلك، كون قدراته لا تمكنه لتحقيق مرونة كهذه، فهو ينبهر بقدرات المرأة، فينتظر منها المزيد.
فالرجل طوال الوقت يسعى أن يكون أو على الأقل، (يبدو) شهما قويا أنيقا، مسيطرٱ مسموعٱ، ممدوحٱ غنيٱ، ناجحٱ لامعٱ، ولا شئ غير ذلك ولو لدقيقة من الزمن، فلم نسمع قط عن رجل يحاول وينجح فى تمثيل دور الفقير أو المهمش أو الضعيف، حتى وإن مثل الدور، فستفضحه حقيقته، أما المرأة فقد فرض عليها الرجل وفرضت عليها الحياة؛ أن تقوم نفس المرأة بأدوار فى وقت ما وعكسها تماما فى أوقات أخرى.
وهى لحنكة وفطنة ودهاء عندها، تستطيع أن تقوم بالضدين وباتقان فى أوقات مختلفة، سواء متعمدة أو بعفوية وتلقائية.
فنفس المرأة القوية اذا تطلب الأمر، تبدو أو تمثل الضعف اذا تطلب الأمر أيضا، والمرأة الغنية فى وقت ما، قد تحتاج لأموال زوجها فى وقت اخر، ونفس المرأة الأم التى يعج رأسها بصياح الأطفال وضجيج المذاكرة فى وقت ما، قد تتحدث فى أوقات أخرى عن الزينة والتجميل والحب.
هذه قدرات خارقة، قد ينبهر بها الرجل فى البداية، حتى يعتاد عليها ويطلبها طوال الوقت فى النهاية، وليس فى هذا ضغوط على المرأة، أو ظلم لها بقدر ما يساعدها على الاشتغال بنفسها وتحسين إمكانياتها، حتى تؤدى كل الأدوار بكفاءة، الكفاءة والتنوع اللذين جعلا من دورها، شئ لا يمكن تعويضه، أو قيام غيرها به، فلنشجعها على تنوع أدوارها، بدلا من أن نخذلها ونجعلها قليلة الحيلة، مثل الرجال، أقصد مثل بعض البشر.
إنها ميزة تخص النساء فقط.
