لا أحد يحبنى فى هذه الدنيا
أنا فتاة فى الثامنة عشرة من عمرى، أدرس فى الجامعة، لدى عدد من الأصدقاء وعلى علاقة بأهل أبى وأهل أمى والجيران، ولكن علاقاتى كلها سطحية وأشعر وكأن الجميع لا يريد الاقتراب منى، بل الجميع ينفرون من الحديث معى أو الجلوس معى، حتى أننى فى كثير من الأحيان، كنت أسأل أحد أخوتى أو أقاربى” إنتِ مبتحبنيش ليه، إنت مبتحبنيش ليه؟ “، فلا ينكرون، بل يردون بصراحة شديدة ” آه مباحبكيش، مش عارف مباحبكيش ليه”.
كيف أعالج الأمر وأتخلص من هذا الاحساس بالنبذ ؟
خاصة وأنه شئ حقيقى وواقعى، ليس مجرد كلامٱ.
صديقتى الصغيرة:
شئ جميل منكِ أن تعملِ على تصحيح نفسك وتبحثِ عن عيوب وتتخلصِ منها واحدة واحدة، ولكن لا تشكّين فى نفسك بسبب تعليقات الغير.
قضية حب الناس؛ قضية غير مضمونة على الاطلاق ولن يحبك جميع الناس مهما فعلتِ.
وليس عليكِ التركيز على نقطة هل يحبكِ الناس أم لا، فهناك إجراءات بسيطة ومعلومة لو فعلتها فلا تفكرين فى هذا الأمر ثانية، سلوكيات إجعليها قواعد فى حياتك، يعتبرها علماء النفس والاجتماع أساسيات لحب الناس، فإن أتت بثمار ووجدت إختلاف من جهة الناس، علمتِ أن الخطأ كان خطأك، وإن فعلتها واستمروا هم فى معاملتك على نحو كريه، لعلمتِ أن العيب عيبهم والأزمة أزمتهم.
من بين هذه النقاط الأساسية؛ أن تستمعين جيدٱ وبانصات للمتحدث؛ أن تنادى من تتحدثين إليه باسمه فى وسط الحديث لتشعريه بالود، أن تسمعِ شكوى الشاكى، أن تجعلِ صوتك فيه من البهجة أكثر ما فيه من أى شئ آخر، فلا تسببِِ لأحد حزن أو هم، ألا تشْتكين لأحد لأن لا أحد خالِ ولا أحد يحب الشاكى حتى وإن إشتكى هو، لا تبالغين فى الحديث، أشعرِ من أمامك أنكِ تحترمينه حتى ولو كان طفلٱ أو شحاذٱ أو حارس عقار.
سيطرِ على غضبك وابتسمِ كثيرٱ، كونى مبعث اطمئنان وهدوء لمن حولك قدر استطاعتك وأخيرٱ تخلصِ من الطاقة السلبية لأنها عمليٱ تنفر الناس من صاحبها، وكتب التنمية البشرية مليئة بالطرق التى تساعدك على التخلص من طاقاتك السلبية أولها السجود الطويل.
وأنا متأكدة أنكِ إن فعلتِ هذه الأمور فسيحبك الجميع وإن لم يفعلوا فلا تعولين على حب أحد وانتبهِ لدراستك و(سيبك منهم).