بريد نورا عبد الفتاح

أنا مريض وأخشى أن تمل زوجتى من مرضى

أنا متزوج منذ عشر سنوات وزوجتى طيبة ومثالية وتراعى الله فى تعاملاتها كلها.
مرضت أنا منذ حوالى ثلاثة أشهر بورمٱ حميدٱ وقمت بإجراء جراحة لإستئصاله وطال وقت المرض، والحقيقة أنها لم تشكو أو تضجر ولكنى أخشى أحيانٱ أن طبيعة النفس تميل إلى التحرر من القيود والالتزام بمريض وخدمته، وأنا والحمد لله لا أحتاج إلى عناية زائدة أو أن يحملنى أحدٱ أو شئ لهذه الدرجة، ولكن الجو العام فى البيت يسير فى اتجاه وجود مريض فى المنزل، وأنا أخاف أن يجعلها هذا تنبذنى وترفض الاستمرار لمدة أطول، أو أن يصعب هذا علينا الحياة.

صديقى العزيز


من الواضح أن خوفك لا أساس له من الواقع أو من سلوكيات زوجتك، وبالتالى لن نطيل الحديث في هذا الجانب، لأن الكلام مكرر فى أن زوجتك تعرف الله حق المعرفة ولا تزال متقبلة حتى بعد مرور شهور على بداية مرضك.

وقد تتعجب من أننى أود أن أوجه لك أنت الحديث وأقول لك أن أى مريض على وجه الأرض، بمجرد أن ينفض عنه المرض بالقيام من الفراش والاستحمام والحلاقة مثلٱ والتعطر، فسينتفض عنه المرض فورٱ ولو عاد بعد قليل، المهم أنه سينفضه نفضٱ، فالشعور بالمرض والاستسلام له بالنوم فى الفراش والشعور بالخضوع هو المرض الحقيقى.

ورسالتى لأى مريض فى كل مكان ألا يستسلم لمرض، قم من فراشك وأخرج من بيتك إن أمكن وحاول أن تعود إلى العمل إذا سمحت لك ظروفك الصحية، ولا تجعل زوجتك تصل إلى مرحلة الاختناق.

ولا تجعل حديثك فى البيت عن مرضك ودوائك وأطبائك، بل إجعل أمر المرض يقتصر على تناولك لدوائك، أما غير ذلك فاجعل أحاديثكم هى الأحاديث العادية عن أمور الحياة والبيت والأقارب وطلبات المنزل والضحك والمرح، إبدأ أنت بالضحك والمرح ولا تشعرها أن المرض قد نال منك، بل إجعلها ترى بعينها أنك أقوى من المرض مهما إشتد وطال، وستسعد بقوتك قبل أن تسعدها وستفخر بقوتك بعد إنتهاء فترة مرضك وتغدو بعدها أقوى وأنضج.

إنسى المرض واجعلها تنساه.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع