ليتنا نميز القريب عن البعيد
فى أغلب القرى والأقاليم المصرية ينادون بعضهم بعضٱ تبعا لصلة القرابة؛ فالأخ يقول لأخيه أخويا فلان، والخال يقال له؛ خالى فلان، والعم عمى فلان، وزوج العمة؛ جوز عمتى، وزوجة الخال؛ يا مرات خالى، وزوجة العم؛ يا مرات عمى، والجدة يا ستى، والجد يا جدى وليس ( جدو ).
ماذا لو بالغنا فى الأمر فأصبحنا ننادى كل شخص بموقعه فى حياتنا ؟
فالجار نقول له يا جارى، والصديق نقول له يا صديقى، والزميل يا زميلى، والمعلم؛ يا معلمى… وهكذا.
سيذكرنا هذا فى كل التعاملات بمكانته لدينا وأن وجوده له دور محدد ومعروف فى حياتنا، فيمنعنا ذلك من إرتكاب إساءة أو إهانة أو بغى.
فيصبح احترام دور هذا الشخص واجب تلقائى يصعب إنكاره أو تجاهله، أو إدعاء الغفلة عنه.
فعندما أتذكر أن هذا الرجل جارى وذلك الرجل ابن خالتى وهذه المرأة معلمتى، لن يسهل على إساءة الأدب معهم أو الاقدام على حماقات بوجه عام.
أما تسمية الناس بأسمائهم فكل أبناء الأعمام والعمات وأبناء الأخوال والخالات؛ هم عماد وحسن ووفاء وحنان وكل الخالات والعمات وكل النساء (طنط) وكل الأعمام والأخوال وكل الرجال (أونكل)، وكل السيدات كبار السن؛ (نانا أو أنة) وكل الرجال كبار السن جدو، فهذا لا يميز المميزين فى أى شئ.
فهذه الألقاب تشرك القريب مع الغريب والقاصى مع الدانى ويصبح الجار والقريب وحتى الأخ ينادون جميعا بأسمائهم دون تفريق مما يطمس المكانة المميزة لبعض الأفراد الذين يفترض أن تتميز مكانتهم بمعاملة خاصة ورعاية زائدة.
فإن كنا يصعب علينا كبح جماح الأذى فيما بيننا كأقرباء أو زملاء أو جيران أو حتى أخوة، فلنحاول أن نساعد أنفسنا بطرق ولو ثانوية قد تحفزنا أو تشجعنا لعلنا نعتدل عن طريق الإساءة وإيقاع الأذى بالقريب والغريب.
لعلها تفلح.
فنجد أنفسنا ( بنهدى على بعض) ونتغافل ونتسامح ونميز القريب عن الغريب وليس العكس.