بريد نورا عبد الفتاح

زوجى طيب جدٱ ولكنه كذّاب جدٱ

زوجى طيب جدٱ وكريم، لا يرفض لى طلب على الإطلاق، يهتم بى ويساعدنى ويبرّ أهلى، ويعتنى بأولاده، وللحق هو زوج مثالى، ولكنه كذّاب بشكل رهيب، يكذب فى كل شئ وعلى كل الناس وفى كل الأوقات، مما يجعلنى أرتاب فى حسن أخلاقه وسلوكه الطيب، وأشعر أنهم غير حقيقيين، وبأنه يخفى ورائها أمور أخرى مجهولة لى، لا أستطيع حتى تخمينها.

والحياة بهذه الريبة والشكوك ليست مريحة، كما أن الدور الذى أعيشه من أننى ( عبيطة ومش واخدة بالى ) يؤرقنى ويصيبنى بالأذى النفسى الذى يؤثر على سلوكى معه رغمٱ عنى، ولا أطيق الإستمرار مع تحمل كذبه الدائم الذى يجعلنى لا أصدق حرفٱ من كلامه، كما لا أطيق الإستمرار فى دور ( العبيطة ).


صديقتى العزيزة :

كلنا ملأى بالعيوب، ومهما بحثت هنا وهناك فلن تجدِ شخصٱ كاملٱ، بلا عيوب، وأنتِ تقرين بنفسك أن زوجك طيب وكريم ويساعدك ويهتم بأولاده، وهذه ميزات قد لا تجدينها فى كثير من أزواج هذه الأيام.

وربما لو كان زوجك خالِ من الكذب ولكنه بخيل أو فاقد للمسئولية، لشعرتِ بأنها عيوب لا تحتمل.

إعتبرِ أن أزمة الكذب هذه بينه وبين الله، لا دخل لكِ بها، وبأنه هو الذى سيحاسَب عليها، وأن كذبه لا يؤذيكِ أنتِ بل هو الذى يجمع ذنوب لا داعِ لها، سيندم عليها بالطبع، وقت لا ينفع الندم، إلا إن تاب إلى الله قبل فوات الأوان.

ولكن على كل حال ؛ لا تركزين على عيبه الوحيد وتتركين بقية المزايا وتشككين نفسك فى كل سلوكياته، لأنه بالطبع ليس كاذبٱ بنسبة مائة بالمائة، بالتأكيد هناك بعض الصدق.

ولا تجعلين الشكوك تفسد عليكِ الاستمتاع بمزاياه، بالبحث عن ما يضايقك وينفرك منه، وليس هناك ما يمنع أن تذكريه من حين لآخر بشكل غير مباشر وبطريقة مقبولة إن أمكن، أن قول الصدق خيرٱ بكثير من أى قول آخر.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع