زوجى يشعرنى أننى غريبة
زوجى لا يشعرنى بالأمان أبدٱ، دائمٱ أشعر وكأن كل أهله وأصدقائه ومعارفه أقرب إليه منى وأننى كالغريبة، وأن علاقته بى سطحية جدٱ، وللضرورات فقط، أما أسراره وراحته وقربه كله لغيرى.
يجعل من كل مشكلة معركة، لا يترك لى الفرصة فى أى حديث ويتعامل مع أى تعليق لى على أنها معركة.
يرانى عدوة والجميع أصدقائه، يسئ الظن بأفعالى كلها، ويحمل مواقفى كلها أكثر من مقاصدى بكثير، ويسئ فهمها ولا يترك لى فرصة لتوضيح موقفى، بل يرتاح لفكرة أنه إتهمنى بشئ ليخلق مشكلة، يشكونى بها لأهله.
صديقتى العزيزة :
أفهم قصدك وأتخيل صورة زوجك وأفعاله وأعرف نماذج على هذه الشاكلة.
بإختصار شديد؛ أن الإنسان بوجه عام إما قريب لبيته وإما للخارج.
بمعنى أن الإنسان رجلٱ كان أو إمرأة؛ إما يكون متعلق ببيته وحياته وأولاده وزوجته ( زوجها)، وإما متعلق بأقاربه وأصدقائه ومعارفه والبيت بالنسبة له شئ ثانوى غير أساسى.
ويبدو أن زوجك تعود منذ زمن بعيد أو منذ الطفولة؛ التواجد مع أقاربه وأصدقائه وأعجبه الأمر وسارت حياته على هذا النحو، فأصبحت أنت غريبة على نظامه ويبدو أيضٱ أن هؤلاء الأصدقاء والأهل يجتذبوه وهو يستجيب بوعى أو بدون وعى.
حاولِ التقرب منه فى حدود العقل والمنطق، لكن دون المساس بحريته وإنطلاقه، لأن الرجال لا يحتملون الإستقرار والثبات.
إفعلِ الصواب دون إجتذابه بشكل مباشر، ودون عتاب طويل، حول إبتعاده عنكِ أو معاملتك كالغريبة، وإصبرى لأن هذه العادة لديه لا تتغير بين عشية وضحاها.
وأما عن إختلاق المشاكل وأن يشكوكِ لأهله، فهذا لأنه يريد مادة للحكايات، وإلا ففيما سيتحدث ويفضفض ويقول أسرار.
هناك بعض الناس يبحثون عن أى خامات للحوارات حتى وإن كانت أسرار بيوتهم.
إدعو له الله أن يلهمه الإختيار السليم، وينير بصيرته فى ترتيب الأولويات.