من هو الأديب
كثيرة هى النقاشات والأحاديث في الأوساط الثقافية بكافة أقسامها في الحديث عن هذا التعريف، وتكثر الأسئلة تباعًا عن الأحقية في هذا اللقب.. ولمن من المفترض أن تكون؟
وهذا ما سيجعلنا نذهب للتعريف الصحيح للأديب.. كي لا تستمر هذه الأسئلة في السير على سلسلة الاستمرار.. مما سيجعل الأدب العربي ينجرف خلف البحث عن الأسماء والألقاب والابتعاد تدريجيا عن الإبداع المنتج من الفئة المثقفة.
ومن هذا المنطلق نستطيع أن نبدأ القول بأن الأديب ليس بالشاعر ولا الكاتب ولا القاص ولا الروائي.
فمن هو الأديب إذن؟
لو نظرنا للشاعر على سبيل المثال، ووجدنا أنه لا يكتب إلا الشعر من الأجناس الأدبية… أيًا كان هذا النمط الشعري عاموديًا كان أو شعر تفعيلة فلن نستطيع أن نقول عنه إلا شاعر.
وكذلك القول بالنسبة لمن يكتب القصة بجميع أنماطها المندرجة تحت مظلتها مثل القصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا، فهو لن يجد تصنيفا داخل الوسط الثقافي إلا قاصًا، وقسْ على نفس الأمر بالنسبة للروائي أو كاتب المقال وغيره ممن يكتبون جنسًا أدبيًا متفردًا.
ومن هنا يكون لنا الاستنتاج التعريفي لماهية الأديب أنه:
صاحب القلم المبدع القادر على كتابة أكثر من جنس أدبي.
كأن تجد من يكتب الشعر والقصة، أو الرواية والمقال، أو الشعر والمقال، وغيرها.. وغيرها من المزج الأدبي الإبداعي… والتي من المفترض أن تجعل من مسمى أديب بعيدًا كل البعد على أن يكون لقبا دارجا لكل شخص أمسك بالقلم وكتب جنسًا أدبيًا معينًا متفردًا، وأصبح يطلق على نفسه مسمى أديب في كل مكان وزمان.
وهو فعليًا.. بعيدًا كل البعد عنه.