مقالات نورا عبد الفتاح

الأنوثة الطاغية

معايير الأنوثة فى المظهر العام للستات بيتفاوت بشكل كبير جدا؛ طول عمرى كنت عارفة إن كل واحدة فى الدنيا من حقها تلبس اللى هى عايزاه وتبقى هيئتها الخارجية إختيارها الحر، لكن ماكنتش باقدر أبطل أستغرب بينى وبين نفسى إزاى فيه ستات إختيارهم إنهم يلبسوا قطعة ملابس لونها فوشيا أو فسفورى أو جزمة دهبى أو بيضاء وبكعب أو يصبغوا شعرهم كله أصفر لحد الجذور أو يلبسوا سلاسل وغوايش وخواتم كتير أو إن جزمهم كلها تبقى بكعب عالى جداً حتى فى الشغل.

أو يلبسوا شنط حمراء أو بتلمع وميدالية فيها لعبة كبيرة وبتلمع أو يلبسوا شبشب عالى فى الشارع أو يحطوا ماكياج متعدد الألوان فى وقت واحد يعنى مثلا eyeshadow أزرق وblusher أحمر وروج بنفسجى بيلمع ويحطوا ماكياج عيون زى الفراعنة ويعملوا حواجبهم مثلثات ويطلعوا قُصة من الطرحة وحاجات شبه كدا.

بس مؤخراً ومع إن المظهر العام للست اللى بتعمل الحاجات دى مبيعجبنيش خالص، لكن بقيت باحترمهم جداً وباحس بالفخر إن فيه ستات سعيدة بأنوثتهم وبيعيشوها كدا، لأن على حسب كلام علماء النفس إن دول هما اللى عايشين حالة الأنوثة المتزنة، المتزنة جداً أكتر من اللازم، وممكن نعتبر إن هى دى الأنوثة الطاغية، الطاغية أوى، اللى بتطغى علينا كلنا وتخلينا نشوف ألوان كتير فى مساحة الوش ودى مساحة صغيرة جدا بالنسبة لكل الألوان دى، وتخلينا نسمع شخاليل كل ما يحركوا إيديهم أو يتحركوا عموماً، وده قمة الطغيان !

الناس دول بيبقوا سعداء بنفسهم وبيشتغلوا عليها وعارفين إنهم إناث، لكن اللى مبيعملوش كدا بيعيشوا على إنهم بنى آدمين وخلاص ومش فى دماغهم موضوع الأنوثة ده، بل وأحيانا بينكروها لأنها بتعرقلهم وبتأخرهم، والكلام ده غلط بردو.

أنا بقيت مش بس باحترمهم، ده أنا بقيت بانبهر بيهم وأحب أتفرج عليهم وبابقى مبسوطة بيهم وحاسة إن أنوثة العالم كله مسنودة عليهم وإنهم لو بطلوا يعملوا كدا الأنوثة هتختفى. 

واللى يبهر أكتر كمان إن الناس دى ممكن تكون بتعانى بشكل ما بس مش بيبينوا وانا باحترم أوى الناس اللى بتعانى ومش بتبين، يعنى مثلا تلاقيهم أحيانا مركبين رموش صناعية أو باروكة، ومهما وصفت فى كم المعاناة مع الحاجتين دول مش هاقدر أوفيهم حقهم، لكن هما مبيبينوش أى معاناة.

ممكن يبقوا طول الوقت بيشخللوا من الاكسسوارات والخلاخيل والحلقان الكبيرة لكن متصالحين مع الموضوع ومتقبلين الوضع، أكيد ضهرهم بيتعب من الكعب العالى على طول ده، بس بردو بيستمروا عليه بمنتهى الثبات، بيصرفوا أغلب فلوسهم على مظهرهم حتى لو معاهمش فلوس أصلا بس بيحسوا إن الموضوع يستحق التضحية والفلوس.

وبردو محدش ينكر إنهم بصراحة بيشعوا بهجة، يعنى لو حطينا اتنين ستات جنب بعض، واحدة من دول وواحدة من العاديين، هنلاقى دول أكثر حثاً على البهجة بشكل ما !

الناس دول بتتوفر فيهم ميزة مهمة وعامل أساسى لتحقق حسن المظهر؛ وهى الثقة بالنفس، بيبقى عندهم درجات عالية جداً من الثقة فى النفس والكلام ده بيبان عليهم فبيديهم شياكة وتجانس مع شخصيتهم، لأن عامل أساسى بردو لحسن المظهر وهو تجانس الشخصية مع المظهر، يعنى اللبس يبقى ماشى مع الشخصية وكذلك الاكسسوارات والجزمة والشنطة والماكياج وكل حاجة والكلام ده بيتحقق فى الناس دول جدا.

الناس دول كمان بيبقى عندهم ميزة كبيرة وهى إنهم مبيتأثروش بكلام الناس، لأن أكيد ناس كتير قالولهم إن الروج الفوشيا والاحمر والشخاليل الكتير والكعب العالى على طول مالهمش ضرورة خالص، بس هما مصممين على مبدأهم ومتمسكين بيه ومش بيهمهم حد !

الناس دول عندهم ميزة كبيرة بردو إنهم على الرغم إن الناس اللى بتلبس لبس بسيط ومافيهوش تفاصيل كتير أو كاجوال بيتريقوا عليهم وبيعترضوا على مظهرهم ده عموما، إلا إنهم فى الغالب مبيسخروش من اللى بيلبسوا كاجوال ولا بيقولوا عليهم أى حاجة فيها إقصاء أو نقد سلبى، يعنى بيتقبلوا الاختلاف وبيحترموه.

الناس دى بتؤكد على وجود الاختلاف وأنا باعشق الاختلاف، باعشقه والله العظيم وباحس إنى مستريحة لوجوده، وباتضايق لما أبقى فى مكان كل الناس فيه بتقول نفس الكلام وبتشتغل بنفس المنهج وبتلبس نفس الاستايل وبيحبوا نفس الحاجات.

لكن دول بيسعدونى بوجودهم وباحس إن الحياة غنية بحاجات كتير، فيا حبذا لو نسيبهم فى حالهم علشان يستمروا، لأن اختفائهم هيخل بالتوازن المجتمعى زى ما إختفاء بعض المخلوقات بيخل بالتوازن البيئى بالظبط.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع