ابنتى سمراء وفطساء الأنف
ابنتى ذات العامين سمراء البشرة مجعدة الشعر، فطساء الأنف، أعانى أنا دائمٱ من سخرية الأهل والجيران والأقارب والأصدقاء من شكلها وتعليقاتهم الدائمة التى لا تنتهى حول شعرها ووجهها ولون بشرتها وأنفها، حتى أصبحت شبه منبوذة من الكثيرين ممن نعرف أو على الأقل يتعاملون معها على أنها القبيحة المسكينة .
أحس أحيانٱ أنها رغم صغر سنها، تشعر بفرق المعاملة بينها وبين باقى الأطفال من ذوى البشرة البيضاء أو الشعر الأملس.
صديقتى العزيزة :
أى إنسان يسخر من شكل طفل فى مثل سنها ومن لون بشرته وخامة شعره؛ فهو بالطبع غير سوى، ويحتاج إلى استفاقة سريعة.
لا تتوانى عن الدفاع عنها أمام هؤلاء وإلا أصبحت مقصرة فى حقها، كونى لسانها الذى يأخذ حقها وأسكتيهم مهما كلفك الأمر، خذِ الأمر على محمل الجد، ليس كلام يقال( والسلام).
واعلمى جيدٱ أنه ما من طفل قبيح على الاطلاق، مهما اختلفت ألوان بشرتهم وألوان عيونهم وأحجامها وخامات شعورهم، تظل البراءة والتلقائية هما أول ما يلفت الانتباه لأى طفل وتجذب إليه المعجبين أينما حلَّ ونزل، ومن يرى غير ذلك يحتاج أن يراجع نفسه ويتعلم التعقل وحسن التصرف وإلا ( ينقطنا بسكاته)
لا تدعِ أحدٱ يفقدها ثقتها بنفسها وشكلها، إجعلِ هذه مهمتك كما الإطعام والتنظيف تمامٱ.
ودائمٱ دلليها وأشعريها أنكِ تكفيها كل ما تحتاجه من الناس ولا تجده.
وحاولِ أن تجعلِ ملابسها فى أقصى درجات الأناقة وخاصة النظافة وجددى فى مظهرها وتصفيفك لشعرها واجعلِ الأنظار تلتفت عن شعرها وبشرتها إلى ملابسها ونظافتها.
وإرضِ عن شكلها أولٱ وليذهب المرضى بأمراضهم إلى الجحيم، لأنكِ عندها الأهم والأبقى، ورأيك فيها والذى تشعره من نظراتك أهم وأجدر لها، فأنت بالنسبة لها مقياس الرضا أو السخط.