مقالات نورا عبد الفتاح

الحل الذى لن يتبعه أحد

ماذا لو تحدثنا فى اللقاءات السابقة لخطوة الزواج وقالت العروس عبارات من قبيل ” أنا أحتاج مصروفاً شهرياُ لا يقل عن 89765 لى وحدى ( أدلع بيه نفسى )، وسأظل فى عملى حتى ساعات متأخرة فسنتناول طعاماً جاهزاً طوال الأسبوع، أو سأنام من عشر ساعات إلى عشرين ساعة يومياً إن كنت لا أعمل، سأحتاج إلى مربية وخادمة وطباخة ومدرسين خصوصيين وسأستخدم خدمة التوصيل للمنزل لشراء متطلبات المنزل، لن أتحدث إليك باحترام فنحن سواسية، سأنشر كل أحاديثنا ومواقفنا على جروبات الواتساب، سأصرخ وأضرب الأرض بقدماى كلما لم يعجبنى كلامك، سأحتاج إلى ممتلكات وعقارات ومجوهرات باسمى أؤمن بها مستقبلى، خامة شعرى سيئة للغاية وأستخدم الكيراتين، لن أعتنى بالبيت ولا بنظافته ( أنا مش شغالة خدامة )، وسيزيد وزنى كل عام خمس كيلو جرامات على الأقل.


أو يقول العريس عبارات من قبيل” أنا سأنام كلما وجدت ثلاث دقائق فارغة من الأعمال، وسأجد متعتى فى مشاهدة الأفلام الإباحية التى أتداولها أنا وأصدقائى وأهجر الفراش، وسأترك البيت ليلاً ونهاراً ما لم تطعمونى و( تظغطونى ) ما لذ وطاب حتى ولو لم أوفر لكم ما يسمح بشراء ما لذ وطاب هذا، وسأسهر وأتنزه وأسافر مع أصدقائى وأتركك أنتِ وأبنائى فى المنزل وكل عامين سآخذكم فى نزهة لمدة ساعة، ولن تكون لى أى علاقة بتربية الأبناء فهذا ليس شأنى ( ومباحبش وجع الدماغ )، سيزيد وزنى حوالى 30 كيلو جراماً فى العشر سنوات المقبلة، ستحملين أطفالنا وتضعينهم وتربينهم ولكن أنا وأهلى من سيختار أسماء هؤلاء الأطفال وأسماء الدلع كذلك، لن أزور أهلك إلا فى المآتم أو فى بعض الأفراح إن واتتنى الرغبة فى الذهاب، سأهمل مظهرى ونظافتى الشخصية، سأمضغ الطعام بصوت تشمئز له الأطباق، سأنشر كل أسرار البيت عند أصدقائى وأهلى، سأصرخ ( وأقلب الترابيزة ) فى أى نقاش يضعنى فى مأزق أو أجد نفسى متهماً بشئ ما، سأسخر منك ومن عقلك ومن مبادئك ومن الطرق التى تربيتين بها ومن المناهج التى تتبعينها فى ( كل ) شئ، سأضغط عليكِ وعلى أعصابك حتى تمرضين أو تموتين أو ( تروحين فى أى داهية )، سأخونك مع صديقتك وصديقاتى وزميلاتى والشغالات )، وسأظهرك فى صورة المسخ أمام أهلى وجميع أصدقائى.


منذ سنوات وعقود وقرون ونحن نردد أن الزينة الزائفة للمقبلين على خطوة الزواج هى السبب الرئيسى لفشل أغلب الزيجات سواء أوقفوا هذا الفشل بالطلاق أو أكملوا مع وجود الفشل، إلا أن أغلب هؤلاء المتزوجين لا يزالون يتزينون بالخداع والكذب وإدعاء الكمال والجمال والرشاقة التى لا تنتهى والأموال التى لن تنتهى والطموح الذى لن يختفى ثم يفاجأون بغرائب وعجائب الكون وأنهم توقعوا ما لم ولن يجدوه.

كما يدعى الموظف الجديد أنه سيلتزم ويظهر ولائه لمكان عمله الجديد وأنه سيتفانى لآخر قطرة فى دمه من أجل إنجاح المؤسسة التى إنتمى إليها، كما تدعى مؤسسته ورؤسائه غير ما يجده معهم من تعسف وظلم وإفتراء وعدم تقدير وعدم إلتزام بالقوانين، وإما يصلوا لنقطة الإنفصال التى يتخذها الموظف بالإستقالة، أو تتخذها المؤسسة بالإقالة.

ماذا لو اتفقا من البداية على الإهمال والتراخِ والكسل والتأخير من جانب الموظف ؟
والتعسف والقهر والضغط النفسى والتمييز بلا مبرر والخصم من المرتب بسبب وبدون سبب وعدم تقدير من جانب المؤسسة ؟

أليس هذا أسهل وأفر للوقت والمجهود، وفى جميع الأحوال، الخطأ وارد من الجانبين، أى أنه لا أحد مظلوماً !!!


ومادامت كل الأمور تنفضح وتتضح فى كل الأحوال أمام الطرفين، فلماذا لا تتضح مبكراً ؟، ونوفر المجهود المبذول فى الغش والخداع وخيانة الأمانة، هل تصدق أن هذا الإدعاء والتزين بالكذب خيانة أمانة ؟

هذا الأمر متفشى لدرجة أنه ليس له من حل إلا باستبدال الناس الحاليين، وأنا ككاتبة ليس من واجبى أن أعطِ حلولاً، لا سيما إن كنت ( معنديش حلول أصلاً)، واكتفِ بعرض هذه الممارسة التى يمارسها معظمنا مع الجميع، وبطرح فكرة المصارحة بما ننوى فعله من البداية كحل وهو الحل الذى لن يتبعه أحد !

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع