بيحصل ولسه هيحصل
كم أعجبتنى أغنية المطربة الأمريكية الشهيرة تايلور سويفت فى أغنيتها الجديدة ( The man )حيث لا تدعى أنهم دولة رهيبة ( وفتكين أوى ) ( وكل حاجة عندهم صح ).
بل تقر بأنها تعانى من كونها إمرأة وأنها ملت من معاملتها بشكل مختلف عن الرجل وتتمنى لو تكون رجلٱ وتتصور أن حياتها كرجل ستكون أفضل بكثير.
ها هى مطربة أمريكية شهيرة وليست ربة منزل وتعيش فى أمريكا وليس فى أفريقيا ونحن فى عام 2020 ولسنا فى القرن الماضى، ولا تزال تضجر وتعانى هذه التفرقة بلا أى جريرة.
الكلام ليس قديمٱ بل إنه (إشكالية مزمنة)
ما نقوله فى هذا المقال ليس كلامٱ قديمٱ وليس مقتول بحثٱ أو حوارٱ، مادام قائمٱ ومتجددٱ ولم يتغير إلا مثقال ذرة بل أقل.
كم من إمرأة هُمّشت فى عملها لأنها إمرأة ولأن أقرانها الذكور أجدر منها ( من وجهة نظر رئيسها الذكر ) ؟
كم من إمرأة هُمّشت فى بيتها لأن زوجها هو رب البيت وهو الذى ينفق ؟
كم من إمرأة أضاعت عمرها ومستقبلها فى تنظيف وغسيل وطبخ ثم هجرها أبنائها وإشمأز منها زوجها فى الكبر ؟
كم من إمرأة خانها زوجها مع عشرات النساء ولا يبالى ثم اعتبرها فاجرة تستحق الطلاق وتشويه السمعة إن خانته مرة واحدة أو حتى تخطت الحدود مع أحد زملائها أو أقاربها؟
كم من رجل هجر زوجته فى مضجعها طوال أيام دورتها الشهرية وكأنها عدوى أو قذارة ؟
كم من رجل منع زوجته أو أخته من العمل وهو يعلم أنه يساوى لها الحياة والمتنفس الوحيد لمجرد إرضاء رعونته؟
كم من رجل منع أمه من الزواج بعد طلاقها من أبيه أو وفاة الأب ثم هجرها هو فى الكبر وتركها كهلة وحيدة ؟
كم من رجل ألقى كل مسئوليات البيت والأبناء على الزوجة حتى جنت المرأة ومرضت ثم اشتكى من مرضها ؟
كم من رجل ترك زوجته لعدم قدرتها على الإنجاب وكم إمرأة تركت زوجها لعدم قدرته هو ؟
كم من رجل مرضت زوجته فتركها عند أهلها ( بعد ما بقت مش نافعة فى حاجة ) ثم تزوج غيرها وكأنها سيارة يبدلها أو حتى حذاء قديم خلعه واشترى غيره ؟
كم زوج يضرب زوجته ويزرع فيها الذعر والرعب وضعف الثقة لأسباب تافهة لا تنم إلا عن ضعف فى عقله هو؟
كم زوج حاول بكل السبل أن يكسر شوكة زوجته ويصغرها أمام أهله وأمام أبنائها بلا مبرر أو حتى لو بمبرر؟
كم زوج ثرثر بأدق تفاصيل حياته الزوجية لكل من يعرف من أهله وأصدقائه والناس السائرون فى الطريق ثم لا يصمت عن إدعاء إن ( النسوان دى فاضية وموراهاش غير الرغى) ( طب اللى انت بتعمله ده إيه ) ؟
كم أخ أتقن دور الفتوة على أخته فى علاقاتها مع زملائها الذكور بينما هو لا يكف عن ( العك) ؟
قبل أن تقول كلامٱ قديمٱ أم معاصرٱ، أجب بحيادية عن كل سؤال من هذه الأسئلة أولا.
ليس كلامٱ قديمٱ أن نقول أن العنصرية ضد المرأة تمارس باحتراف فى كل مكان فى العالم حتى الدول التى تسمى نفسها عالم أول ودول متقدمة.
ليس كلامٱ قديمٱ مادام قائمٱ ويتم ونراه كل يوم وفى كل بيت وكل مؤسسة.
المؤسف فى هذا الأمر أن تهميش المرأة قائمٱ بجذور ثابتة وهو فى الأساس بلا أساس ( لا أدرى كيف ) ولكننا نقويه جميعٱ بمعتقداتنا المريضة وتحيزنا الغير المبرر للذكر.
فالمرأة لم يتم إختبارها فى عمل وفشلت فيه فكان الحكم عليها، بل العكس هو ما يحدث، فهى تُظلم وتُهمش ويحكم عليها بأنها فاشلة ( وعلى قدها) دون أى إختبار فتفشل من فرط الهجوم عليها وعدم تحفيزها لأى فعل.
فكرت كثيرٱ هل الرجل له أى ميزة عن المرأة؛ أجمل ؟ أذكى ؟ أشجع ؟ أكثر إبداعٱ ؟ أكثر إحساسٱ بالمسئولية ؟ أكثر إنجازٱ وتفوقٱ ؟
( أبدٱ والله )
وأقرب دليل على ذلك هو أن الله لن يفرق بين الرجل والمرأة إلا بالعمل، غير ذلك فالجميع ( إنسان) و(سيحاسب) على مثقال الذرة.