للابتعاد قواعد وأصول
الحمدلله على نعمة” التجنب “، الحمدلله أن هناك شئ اسمه ” تجنب ” وله مستويات .
وبدونه لكان من الممكن أن يدخل الكثيرون فى دائرة الجنون ، اذا استمروا فى التفاعل المباشر مع أشخاص لا يملكون القدرة أو الطاقة على التفاعل معهم كل الوقت .
وهنا لا أقصد التجاهل باهانة ، وانما التقليل من كل شئ ، من الحديث ؛ الرؤية ؛ المشاركة فى الأشياء وهكذا .
كثيرا ما يصلح هذا التجنب علاقات كادت تنهار ؛ فقد يجعل مخطئ يشعر بقيمة مظلوم ، قد يجعل امور كانت خفية تتضح وتتضح معها صورة كانت مشوشة ، قد يعطى لشخص فرصة لرؤية مشهد كامل ، فيجد حلول جلية من بعيد ، لم يكن ليراها من داخل الأزمة .
وفى أحيان أخرى قد يخرب علاقة حتى الجذور ، وتنتهى نهاية غير مرضية لأى طرف ، حيث يمكن أن تبدأ بتجنب لا يصب فى مصلحة أحد ، ولا يقود الا الى نهاية سريعة ، لأنهم لم يلتزموا بقاعدته الوحيدة : “”أن يتم فى بعض الوقت وليس كله ويتم خطوة بخطوة”” ، فهو يعالج علاقة متوترة بالاساس ، وعلى من لا يتقن هذه القاعدة ، أن يلجأ الى المواجهه ويترك ” التجنب ” لفنانيه .
ونظرية التجنب تعتمد على التخفيف من ضغوط التعامل المباشر وفى الوقت نفسه تحتفظ بقيام العلاقة ، خاصة ان العلاقات التى تقف بين الحب والكراهية ، أصبحت تقريبا فى كل مكان ، فالتجنب يصلح مع من لا يستحقون منك مجهود أن تمنحهم مشاعر لا تحسها وفى نفس الوقت لا تصل معهم لحد الكره أولا تستطيع أن تصرح لهم بمشاعر البغض لأى اعتبارات كانت .
ومن الضرورى التأكيد على عدم التعود عليه واستسهاله ، حتى لا يسوق الى جفاف فى المشاعر وتقليص لمعارفنا أو قطع علاقاتنا ، فالاسراف فيه يؤدى الى فشل اجتماعى وسوء فهم من الكثيرين ، فيتهمونك بالغرور او الجنون أو أى تهم من التى أصبحت أسهل على البعض من المدح أو محاولة الاصلاح .
التجنب يأخذك الى نجاح فى أغلب الوقت ، ما عليك الا أن تتقن قاعدته الوحيدة .