إتغر يا عم ولا يهمك !
“إنت واخد جنب ” ، ” انت مبتتكلمش عن نفسك ” ، ” انت براوى ” ، ” انت مغرور ” ” إنت عايش فى الدور “، ” إنت غامض ” ،نسمع نوعيات من التوبيخ احيانا ما تثنينا عن الاختلاء بأنفسنا والانشغال بها والعمل على تحسينها وتهذيبها وترتيب أوراقها وإصلاح الفاسد منها أو التخلص منه وتنمية الطيب فيها .
ولكى تعمل على هذا الاصلاح ؛ تجد نفسك تدريجيا تنفرد بذاتك طويلا ، تتأمل طويلا ، تفكر طويلا ، تشرد كثيرا ، تعتذر عن لقاءات جماعية مع الأقارب والأغراب ، وأنت فى ذهنك أن تصلح نفسك و ” تشتغل عليها ” ، وحتى تبدأ من جديد أو حتى تشرع فى هذا التنقيح وهذه الهيكلة ؛ أصبح لزام عليك التقليل من إندماجك الذى يشغل وقتك فى حكايات وقصص ، حتى تكون” اللذيذ الحبوب المتواضع ” ،وكل هذا يعمل ضد الاصلاح الداخلى الذى تسعى اليه .
أنت تحتاج إلى وقت تقرأ فيه حتى تهذب طباعك أو تهذب لغتك او حتى تهدئ أعصابك وتفصل نفسك عن أحداث اليوم أو تقضى وقت لعمل تمارين استرخاء كى تتمكن من إحتمال المزيد من الضغوط فى اليوم التالى واللاحق، أو التقرب الى الله بالصلاة أو قراءة القرءان أو دفع زكاة أو صدقة أو مساعدة لمحتاج؛ فكلها تعود عليك بفائدة مباشرة وسريعة ولكنها تحتاج الى وقت ، لا يعطلك عنها سوى الناس .
إشغل وقتك بما ينميك ويدفعك ولو نصف خطوة للامام ، حتى لو كان بعيدا عنهم وحتى لو اتهموك بالتشاغل والترفع والغرور .
إنهم لن ينفعوك، لن ينفعوك حين يضيع وقتك أو تنضغط أعصابك أو يملأوك بطاقاتهم المحبطة، إنهم يضيعون حق نفسك عليك ، حتى يستمتعون بالقصص والروايات ومعرفة دقائق حياتك وإطلاعك على تفاصيل حياتهم ؛ التى كلما انشغلت بنفسك، كلما أصبحت لا تمثل لك شيئا .
الاشتغال بالنفس من أنفع ما يمكن أن تقضى فيه جل وقتك دون ندم، لانك ان لم تشتغل بنفسك، ستشتغل دون وعى منك بما يملأ به الاخرون وقتك .
ولا يغرنك عباراتهم ” اياها ” ، حتى وان رأوك مغرورا ، لو ده غرور ؛ اتغر يا عم ولا يهمك !