يشير مفهوم السلام الداخلي أو كما يسمّى بالسلام الشخصي إلى تلك الحالة الذهنية حينما يدرك الفرد ذاته ويدرك معنى كلمة “اعرف ذاتك أو اعرف نفسك” فإنّ معرفة الإنسان لذاته تغنيه عن العالم الخارجي وتمدّه بالقوة الكافية لمواجهة جميع التحدّيات التي من الممكن أن تواجهه، فهي حالة اطمئنان وراحة وسكينة من الداخل، وهناك عدّة مقولات تساعد على فهم السلام الداخلي.
تعتبر مسألة تصالح المرء مع ذاته، وتحقيق السلام الداخلي، من الأمور التي باتت صعبة، إلى حدّ ما، في عصرنا الحالي.
إذ إنّنا أصبحنا نادراً ما نجلس مع ذاتنا من دون أن نفكّر في مسائل العمل، أو في أمورنا العائلية، أو في مستقبلنا والأيام القادمة، ولكن هل تعلم أنّنا، لنكون قادرين على مواجهة الحياة بكلّ صعوباتها وتعقيداتها ولحظات التوتر فيها، يجب أن نكون متصالحين مع ذواتنا وواثقين من أنفسنا وقدراتنا؟
كلما زاد التواصل بين العقل والقلب والروح، أنار الإنسان تلك الطاقة الداخلية والكامنة بداخله والتي نطلق عليها “السلام الداخلي”. ولكن كيف يؤثر التصالح مع الذات والسلام الداخلي على الانسان ؟
تُعرف السيكلوجيا مصطلح السلام الداخلي بأنه ” حالة السلام التي يحياها الإنسان مع تكوينه العقلي والروحي مع ما يكفي من معرفته وفهمه للحفاظ على قوة النفس في مواجهة أي توتر“.
وبناءاً عليه فمن لديه إحساس بالسلام الداخلي هو إنسان يشعر براحة البال، فلا يشعر بالقلق ولا التوتر حيال “عظيم الأمور” بل إن جل ما يشعر به هو ” السعادة والرضا”.
التصالح مع الذات هو القدرة على تقبل الأخطاء، والاعتراف بها بشكل طبيعي وإيجابي، دون أي داعي للتوتر أو القلق أو الخجل منها، ومواراتها تحت أقنعة الكبرياء وما إلى ذلك.
وبناءاً عليه، فإن من يتمتع بالمصالحة مع الذات هو أكثر الناس قدرة على تقبل نقاط الضعف في الآخرين، ونواقصهم، بل ومساعدتهم في تخطي ما يواجهونه من أزمات بصورة إيجابية وقوية.
سعي الإنسان نحو مزيد من “المصالحة مع النفس”، كلما استطاع أن يحقق السلام الداخلي لنفسه بنفسه.
وبين هذا وذاك، تظل المساحة الشخصية للإنسان هي الجسر الذي يؤهل فيه الإنسان نفسه لتحقيق الدرجات المُثلى من هذا التواصل الروحاني العميق والعظيم.
يسعى الجميع للحصول على ذلك الشعور بالطمأنينة والراحة والتصالح مع الذات وهناك نصائح للحصول على السلام النفسي والداخلي والتصالح مع الذات.
فمثلٱ الحصول على بعض الوقت بمعزل عن الناس؛ يمكن للشخص أن يستقطع بعض الوقت بمفرده في مكان هادئ، وخلال هذا الوقت يفكر في نفسه وأفكاره ومعتقداته، والقيم التي يعيش وفقاً لها، وكذلك عليه أن يفكر في شغفه في الحياة والأشياء التي يحبها ويفضلها.
خلال هذه الجلسة يتوجب على الشخص أن يقوم بتقييم كل هذه النواحي ليتعرف بصدق على نفسه وعلى مدى نجاحه في كل جانب، وهل هو راضٍ عن ذاته أم لا ؟
كذلك على الشخص أن يعرف مميزاته وعيوبه: للحصول على مزيد من الإستقرار والراحة، على الشخص أن يتعرف على ذاته، فيقوم بتوظيف إمكانياته ومميزاته بالطريقة المثلى، ويتعرف إلى عيوبه ويقوم بالعمل عليها وتحويلها إلى مميزات تفيده في حياته بوجه عام.
كما يجب القيام بأنشطة جديدة والتعرف على ثقافات مختلفة فعندما يقوم الشخص بممارسة أنشطة متعددة ويتعرف إلى ثقافات جديدة فإنه بذلك يتعرف أكثر على ذاته وعلى ما يحب وما يفضل، وسيجد في كل نشاط يمارسه أو ثقافة يتعرف عليها جزءًا جديداً يكمل له معرفته بذاته.
ولا ننسى التأمل الذى يساعد على الوصول إلى مرحلة متقدمة من السلام الداخلي والتعرف على الذات بصورة أفضل ومن ثم يتعلم الشخص كيف يتصالح مع ذاته، وهو أحد الأنشطة التي يتم ممارستها على نطاق واسع عالمياً.
كذلك حب الذات والآخرون؛ فعلى الشخص أن يحب نفسه كما هو، وأن يحب الآخرون، والعالم بأسره ليكون في إتساق مع الطبيعة والمخلوقات جميعها، فالحب الغير مشروط يوفر قدراً من الراحة والسلام، كما يجب الإبتعاد عن إنتقاد الحياة والأشخاص بشكل دائماً حيث يؤثر ذلك بشكل سلبي على السلام الداخلي للإنسان.