التربيةدين إسلامىعلم نفس

ما هو التواضع ؟

للتواضع أسباب لا يكون المسلم متخلقّاً به إلا بتحصيلها، وقد بيَّنها الإمام ابن القيم بقوله :

التواضع يتولد من العلم بالله سبحانه ، ومعرفة أسمائه وصفاته ، ونعوت جلاله، وتعظيمه، ومحبته وإجلاله، ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها، وعيوب عملها وآفاتها، فيتولد من بين ذلك كله خلق هو ” التواضع “، وهو انكسار القلب لله، وخفض جناح الذل والرحمة بعباده، فلا يرى له على أحدٍ فضلاً، ولا يرى له عند أحدٍ حقّاً، بل يرى الفضل للناس عليه، والحقوق لهم قِبَلَه، وهذا خلُق إنما يعطيه الله عز وجل من يحبُّه ويكرمه ويقربه .


التواضع في اللغة هو التذلل، والتواضع عند علماء الأخلاق هو لين الجانب والبُعد عن الاغترار بالنفس؛ حيث قالوا إنّ التواضع هو اللين مع الخلق والخضوع للحق وخفض الجناح.

التواضع صفة محمودة وسبيل لنيل رضا الله سبحانه وتعالى، وقد جعله الله سبحانه وتعالى سنّة جارية في خلقه أن يرفع المتواضعين لجلاله، وأن يذل المتكبرين المتجبرين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 
«مانقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبد بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» (صحيح الجامع [5809]).

أمّا الذي يسلك مسلك المتكبّرين، فقد باء بشؤم العاقبة؛ يقول الله عزّ وجل:  
 {فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر من الآية:72

التواضع في اللغة هو التذلل، والتواضع عند علماء الأخلاق هو لين الجانب والبُعد عن الاغترار بالنفس؛ حيث قالوا إنّ التواضع هو اللين مع الخلق والخضوع للحق وخفض الجناح.


لم ترد كلمة التواضع بلفظها في القرآن الكريم، إنّما وردت كلمات تشير إليها وتدل عليها؛ قال الله تعالى: 

{وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان من الآية: 63].


قال القرطبي (هوناً) الهون مصدر الهين، وهو من السكينة والوقار.

وفي التفسير يمشون على الأرض حُلماء متواضعين يمشون في اقتصاد.

كما قال ابن كثير: أي بسكينة ووقار من غير تجبُّر ولا استكبار، لقول الله تعالى .
 {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء:37].


قال القرطبي هذا نَهي عن الخيلاء وأمر بالتواضع، والمرح شدة الفرح وقيل التكبر في المشي، وقيل تجاوز الإنسان قدره.

التواضع صفة العبد الطائع الرضي الذي يعرف أن الكبر من صفات الله تعالى وحده يقول في الحديث القدسي:


والمسلم يعرف مقدار نفسه، ويعلم علم اليقين أنه عبد لله ناصيته بيده والخلق كلهم عيال الله، فإذا تكبر لقوة في بدنه فإن بعوضة ترديه، وقد أهلكت النمرود، وإذا تكبر لمال فإن قارون كان أغنى منه فخسف الله به وبداره الأرض، وما تكبر عبد؛ إلا نقص من عقله بمقدار ما تكبر به على الناس.

التواضع الحقيقي وكما يقال هو أبو الفضائل وهو الطريق لاستعباد قلوب الناس واستمالتهم فالإنسان يدنو من العظمة بقدر ما يكون متواضعاً وقد دعانا رسولنا الكريم للتواضع من خلال نهيه عن الكبر عندما قال:
(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من الكبر).

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. Ahaa, its pleasant conversation on the topic of this paragraph here at this webpage, I have read all that,
    so now me also commenting here. Hi! I’ve been following your
    website for a while now and finally got the bravery to go ahead and give you a shout out from
    Austin Tx! Just wanted to mention keep up the great job!

    It is appropriate time to make some plans for the
    future and it is time to be happy. I’ve read this submit and if I may
    just I wish to counsel you few attention-grabbing issues
    or suggestions. Perhaps you could write next articles referring to this article.
    I wish to read more issues about it! http://ford.com/

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع
%d مدونون معجبون بهذه: