مقالات نورا عبد الفتاح

هى الدنيا كدا

عارفين لما بنلاقى زوج بيشتكى إن مراته بتستغله مادياً وبتطلب منه طلبات فوق طاقته وبتدبسه فى ديون على حاجات مش مهمة، بنلاقى ناس كتير حواليه بتقوله ( إنت اللى غلطان، إنت اللى سيبتها تصرف براحتها من الأول وتسوق فيها، تستاهل اللى يجرى لك !
( غلطته إنه محترم وبيتقى الله ) !

ولما بنلاقى واحدة جوزها زى الزفت وبخيل وبيخونها طول الوقت مع أى ست معدية وبيعاملها بطريقة متناسبهاش، ولما تشتكيه بيتقال لها؛ إنتى اللى غلطانة، إنتى اللى سكتتى مرة واتنين وتلاتة وأربعة، إنتى اللى عملتى كدا فى نفسك، تستاهلى اللى يجرى لك !
( غلطتها إنها بتصبر وبتسيطر على إنفعالاتها وبتتقى الله فى كيان أسرتها ) !

أو لما نلاقى أب أو أم بيشتكى من إن إبنه بيتعامل معاه بطريقة فيها عقوق فجّ وبقلة أدب طول الوقت وعدم إحترام وممكن الموضوع يوصل للشتيمة والضرب، أغلب اللى حواليه هيقولوا له؛ إنت اللى دلعته، إنت اللى اديته أكتر من حقه، إنت السبب، تستاهل اللى يجرى لك !
( غلطتهم إنهم كانوا حنينين وطيبين ) !

على فكرة الزوج اللى مراته بتستغله مادياً؛ بتستغله علشان هى طماعة ومادية وعينها فارغة، مش علشان جوزها كريم وبيحترم طلباتها، يعنى الغلطان فى القصة دى هو الزوجة اللى ماشية فى الدنيا بمبادئ غلط، مش الزوج اللى بيعمل كل اللى يقدر عليه علشان يريحها، وفى الآخر نقوله ؛ إنت السبب فى طمعها وإشرب كمان !

والزوجة اللى جوزها بخيل وخاين؛ بخيل علشان هو طبعه البخل ومبيحبش يدى ومتعود ياخد، وبيخونها علشان هو مبيتقيش الله فى نفسه ومش بيخاف من ربنا كفاية، مش علشان مراته سكتت عليه واستحملته، فهى اللى غلطانة، وتستاهل !

والإبن العاق اللى بيشتم أمه أو أبوه أو بيتعامل بشكل مش صح معاهم؛ بيعمل كدا علشان هو قليل الأدب وهيلمّ لنفسه سيئات بمقدار قلة أدبه عليهم، مش هيعرف يوديها فين بعد كدا، وهيدخل بيهم النار، علشان هو معملش اللى ربنا قال عليه تجاه أبوه وأمه.
فالسبب فى الوضع ده مش ممكن يكون دلع الأب والأم ولا إنهم ريحوه وهو صغير فتعبهم وهو كبير !

مش عارفة إزاى بيجى لنا قلب إننا بدل ما نواجه الغلطان ونعدله، نواجه الصح ونعوجه ؟

فننصح الراجل الكريم مع مراته إنه يبقى بخيل، بدل ما نقولها هى بطلى طمع وتفكير مادى !
وننصح الزوجة اللى كانت مستحملة قرف جوزها تقلب عليه وتقف على الكبيرة والصغيرة وتعيش حياتها كلها فى صراعات، بدل ما نقوله بطل بخل وبطل خيانة وبطل قرف !

والأب والأم اللى ابنهم بيسئ إليهم ننصحهم يعاملوه وحش ويضربوه ويبهدلوه ليل ونهار، بدل ما نقول للولد إتربى واتعدل واحترم أبوك وأمك علشان انت كدا مش متربى !

فى مرة كنت رايحة آخد ابنى من المدرسة بدرى، كان صغير جداً، تقريباً فى أولى إبتدائى، فالسكرتيرة بتسألنى على إسمه فقلت لها إسمه بالكامل، إسمه بالكامل فيه لقب بيميزه، أول ما قلت لها إسمه قالت لى ( على فكرة الإسم ده أنا عارفاه ) كل يوم فيه ولد اسمه كذا بييجى يشتكى إن فلان ( ابنى ) بيضربه ومامة الولد طلبت رقمك علشان تشتكى لك ،فقلت لها إنى أنا اللى هاتصل بحضرتك، ولاقيت السكرتيرة نفسها بتقوللى؛ أصل الولد ده ساكت وغلبان أوى وبيتضرب من زمايله كلهم مش من ابنك بس بصراحة، (((((هى الدنيا كدا )))))) والولد ده مينفعش يفضل طيب كدا، لازم يتعود يضرب، ( غلطته إنه برئ وطيب ومبيحبش العنف ) فضحكت ضحكة رخمة كدا، وقلت فى سرى الحمد لله إنك مش مدرّسة !

وبقيت كل يوم لما ابنى يرجع من المدرسة أسأله ضربت فلان النهاردة؛ يقولى لاء، بس فيه عيال كتير بيضربوه علشان هو مبيضربش حد !

هو احنا ازاى بالجبروت ده ؟
مين أول واحد إقترح فكرة إننا نركب الغلط للمظلوم ونسيب الظالم يرتع كدا عادى ؟
وازاى بنجاهر بالكلام ده بثقة، كأننا بنقول كلام صح ؟

هو إحنا عارفين إن إحنا كدا بنطلب من الصح يبقى غلط، والغلط كدا كدا غلط، فهيبقى كل اللى قدامنا غلط ؟
عارفين وبنعمل كدا عن عمد ؟
فدى مشكلة !
ولو مش عارفين وبنعمل كدا عن جهل، فدى مشكلة بردو !

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع