علم نفسمعارف عامة

القدرة على الإغواء

لا يختلف أحد فى أن الغواية فن، وهذا الفن يتطلب استراتيجيات على الراغبين فى تحقيق أهدافهم أن يتعلموها ويتبعوا بعضها أو كلها، وألا يفكروا فى الأمر بشكل “أخلاقى” لكن بشكل “عملى” فقط، ومن هذه الاستراتيجيات ما طرحه أحد الكتاب فى كتابه، والذى يشير إلى أربعة مراحل تضم 24 خطوة يجب العبور منها إلى إقناع الآخرين بأفكارنا وشخصياتنا، فى صورة مخططات شبه شريرة، حتى أنه لم يوجه القارئ إلى تقنين هذه القدرة بشكل ما وإنما أطلق كلامه ونصائحه عامة هكذا.
يقول الكاتب :


المرحلة الأولى:

الخطوة الأولى:  اختر الضحية المناسبة:

كل شىء يعتمد على هدف إغوائك، ادرس فريستك بشكل شامل، وانتق فقط أولئك الذين يثبت أنهم قابلون للتأثر بسحرك وفتنتك، أولئك الذين تستطيع أن تملأ فراغا لديهم، الذين يرون فيك شيئا مميزا.


الخطوة الثانية: ادن بشكل غير مباشر 

إذا كنت مباشرا أكثر من اللازم من البداية فإنك تخاطر بأن تثير مقاومة لن تضعف أبدا.

فى البداية لا يجب أن يظهر عليك أى أثر من سلوك المُغوى أو سماته فى تصرفاتك، فالإغواء يجب أن يميل فى البداية فى خط مائل،  ويكون بشكل غير مباشر.


الخطوة الثالثة: ارسل رسائل مختلطة

حالما يصبح الناس مدركين لوجودك، وربما مشدودين بشكل غامض، فإنك بحاجة لأن تثير اهتمامهم قبل أن يذهبون إلى شخص آخر، لا تكن واضحا أكثر من اللازم، وبدلا من ذلك، كن صعبا على التصور والفهم.

الخطوة الرابعة: اظهر كموضع للرغبة 

قلة تنجذب للشخص الذى يتحاشاه الآخرون أو يتجاهلونه، الناس يتجمعون حول أؤلئك الذين اجتذبوا الاهتمام من قبل، لكى تجتذب ضحاياك على نحو أقرب وتجعلهم متعطشين لتملكك، يتوجب عليك أن تخلق هالة من المرغوبية، أى كونك مرغوبا فيك ومتوددا إليك من قبل الكثيرين.


الخطوة الخامسة: أثر القلق وعدم الرضا

الشخص الراضى على نحو كامل لا يمكن إغواؤه، التوتر وعدم الانسجام لا بد أن يغرسا فى عقول أهدافك، أثر مشاعر السخط وعدم السعادة حيال ظروفهم وحيال أنفسهم. مشاعر عدم الكفاءة التى تخلقها سوف تعطيك الحيز لتدس بنفسك، وتجعلهم يرون فيك الإجابة عن مشاكلهم. الألم والقلق هما الموطئان الصحيحان للذة. تعلم أن تصنع الحاجة التى تستطيع أن تسدها.


الخطوة السادسة:  أتقن فن الإيحاء

أن تجعل أهدافك يشعرون بعدم الرضا وبحاجة لانتباهك شيء جوهري، ولكن إذا كنت واضحا أكثر من اللازم، فإنهم سوف يتبينون طبيعتك الحقيقية ويصبحون دفاعيين، لكن لا يوجد دفاع معروف ضد الإيحاء الذى هو فن زراعة الأفكار فى عقول الناس بواسطة الرمى بتلميحات صعبة التحديد والتى تظهر لهم بعد عدة أيام كأنها أفكارهم الخاصة.

 الخطوة السابعة: ادخل فى نفسياتهم

معظم الناس منغلقون فى عوالمهم الخاصة، مما يجعلهم عنيدين وصعبى الإقناع، الطريقة لتستدرجهم خارج قوقعتهم وتنصب إغواءك هى أن تدخل أمزجتهم ونفسياتهم. العب وفقا لقوانينهم واستمتع بما يستمتعون به.

الخطوة الثامنة: اخلق الإغراء

استدرج الهدف بعمق إلى إغوائك من خلال خلق الإغراء المناسب، لمحة من المتع القادمة، كما أغوت الأفعى حواء بوعد المعرفة المحرمة.

يتوجب عليك أن توقظ رغبة فى أهدافك التى لا يستطيعون التحكم بها، جد نقطة الضعف لديهم، الأمنية التى لم تتحقق بعد، وأشر بطرف خفى إلى أنك تستطيع قيادتهم نحوها.



المرحلة الثانية

الخطوة التاسعة: أبقهم فى حالة ترقب

فى اللحظة التى يشعر فيها الناس أنهم يعرفون ماذا يتوقعون منك، تكون تعويذتك السحرية قد انحلت. بل أكثر من هذا: تكون قد تنازلت لهم عن السلطة.

الطريقة الوحيدة لتقود المغوى على طول الخط وتحتفظ باليد العليا تكون من خلال التشوق والمفاجأة المعدة مسبقا. أن تعمل شيئا لا يتوقعونه منك .

الخطوة العاشرة:  استخدم القوة الشيطانية للكلمات لزرع الارتباك.

من الصعب جعل الناس يصغون، فهم مستهلكون فى أفكارهم ورغباتهم الخاصة، ولديهم قليل من الوقت لتلك التى تخصك.

تكمن الخدعة فى جعلهم يسمعون، فى أن تقول ما يودون سماعه، أن تملأ أذانتهم بأس شيء سار لهم.

الخطوة الحادية عشرة: اهتم بالتفاصيل

تفاصيل الإغواء – الإيماءات والإشارات التى تفعلها بشكل مرتجل – غالبا ما تكون أكثر سحرا وإفصاحا.

الخطوة الثانية عشرة:  أضف مسحة شاعرية على حضورك.

الأشياء الخطيرة  تحدث عندما تختلى أهدافك بنفسها، عند أوهى إحساس بالراحة لكونك غير موجود سينتهى كل شيء. الألفة والتعرض الزائد سيسببان ردة الفعل هذه. فابق إذا محيرا. 

الخطوة الثالثة عشرة:  قليل من إظهار الضعف والهشاشة

كثير من المناورة من قبلك قد يبعث الشكوك، أفضل طريقة لتغطى آثارك هى أن تجعل الشخص الآخر يحس بأنه الأقوى والأرفع منزلة.

إذا بدوت ضعيفا وهشا ومسحورا بالشخص الآخر وغير قادر على أن تتحكم بنفسك، فإنك ستجعل تصرفاتك تبدو أكثر طبيعية وأقل تدبيرا وتكلفا. الضعف الجسماني، الدموع، الخجل، الشحوب، سوف تساعد على خلق الأثر. إلعب دور الضحية، ثم حول عطف الهدف إلى حب.

الخطوة الرابعة عشرة:  اخلط الأمانى بالحقائق

لكى يعوض الناس الصعوبات فى حياتهم، فإنهم يقضون كثيرا من وقتهم فى أحلام اليقظة وهم يتخيلون مستقبلا مليئا بالمغامرة والنجاح والقصص الغرامية. إذا كان بمقدورك خلق الوهم بأنه من خلالك يستطيعون تحقيق أحلامهم فعندها تكون قد وضعتهم تحت رحمتك.

استهدف الأمانى السرية التى قد تم إحباطها أو قمعها محركٱ بذلك مشاعر لا يمكن التحكم بها ومغشيا قدرتهم على المحاكمة. 

الخطوة الخامسة عشرة:  إعزل الضحية

الشخص المعزول هو شخص ضعيف. ويصبح أكثر عرضة لتأثيرك. خذه بعيدا عن أوساطه الاجتماعية المعهودة؛ الأصدقاء، العائلة، المنزل، أعطه الإحساس بكونه مهمش ومهمل ومنسى.





المرحلة الثالثة

الخطوة السادسة عشرة:  أثبت نفسك

معظم الناس يريدون أن تتم غوايتهم، أما إذا قاوموا جهودك، فمرد ذلك على الأرجح هو أنك لم تمض بما فيه الكفاية لتحييد شكوكهم حيال دوافعك وعمق مشاعرك.

الخطوة السابعة عشرة:  احدث رجعة

الناس الذين اختبروا نوعا معينا من المتعة فى الماضى سوف يحاولون أن يكرروها أو يعاودوا عيشها، فكر معهم على طريقة “عقدة أوديب”.

الخطوة الثامنة عشرة:  اصطدم بالخطيئة والمحظور

هناك دائما قيود اجتماعية على ما يستطيع المرء القيام به، بعضها الأكثر جوهرية وأساسية – يعود لقرون خلت، والبعض الأخر أكثر سطحية ويحدد ببساطة السلوك المهذب والمقبول. إن جعل الناس يشعرون بانك تقودهم لتخطى أحد نوعى القيود هو شيء فى غاية الإغواء.

الخطوة التاسعة عشرة: استخدم المغريات الروحية

الجميع لديه شكوك فى شخصه للشعور بعد الأمان وقلة الثقة حيال جسمهم، حيال إيمانهم بنفسهم وقيمتها، فإذا كان إغواؤك يخاطب الناحية المادية والجسدية بشكل حصرى، فإنك سوف تثير هذه الشكوك وتجعل أهدافك شاعرين بمواطن الضعف لديهم وبان غيرهم يلاحظ ويدرك هذه المواطن.



الخطوة العشرون: امزج المتعة بالألم

الخطأ الأكبر فى الإغواء هو أن تكون ألطف من اللازم. فى البداية، قد يكون لطفك ساحرا، لكنه سرعان ما يصبح رتيبا ومملا، فأنت تحاول جاهدا أن ترضى وتبدو غير آمن واثق بنفسك. بدلا من إغراق أهدافك باللطافة. حاول أن تنزل بهم بعض الألم. أشعرهم بالذنب وعدم الأمان.



المرحلة الرابعة
الخطوة الحادية والعشرون:  أعطهم مساحة للسقوط

إذا اعتادتك أهدافك أكثر مما ينبغى، فسوف يقللون من منح طاقتهم الخاصة وسيضعف التوتر، انت تحتاج إلى أن توقظهم، بمجرد أن يقعوا تحت سحرك، خذ خطوة للوراء، وسيبدأون بملاحقتك.

الخطوة الثانية والعشرون:  إستخدم المغريات المادية

الأهداف ذوو العقول النشطة يكونون خطرين، اذا تبينوا حقيقة تلاعباتك ومناوراتك فقد يملكون شكوكا، لذا وجب عليك أن تحيل عقولهم برفق إلى الراحة، وأيقظ حواسهم الساكنة ناحية الجانب المادى من أفكارهم.

الخطوة الثالثة والعشرون:  أتقن فن الإقدام

اللحظة قد حلت: ضحيتك ترغب بك بشكل واضح، ولكنها غير مستعدة للاعتراف بذلك صراحة، ناهيك عن التصرف بناء على هذا الأساس. إنه الوقت لتطرح جانبا الفروسية، الكرم، ولتجتاح بخطوة جريئة، لا تعط الضحية وقتا للتفكر بالعواقب.

الخطوة الرابعة والعشرون:  كن على حذر

الخطر يتبع فى أعقاب الإغواء الناجح فبعد أن تصل المشاعر إلى ذروتها، فإنها غالبا ما تتأرجح فى الاتجاه المعاكس، نحو الكلل وقلة الثقة وخيبة الأمل. 



مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع