ما هو الظلم
يمكن تعريف حقوق الإنسان على أنها تلك الحقوق الطبيعية والمشروعة التي تحق لجميع أفراد الجنس البشري، وتستمدّ هذه الحقوق أهميّتها مِن كونها تعدّ من أهم ضروريات البقاء الإنساني، فلا يمكن للإنسان ممارسة حياته دون وجود الحقوق التي يُعبِّرُ الإنسان من خلالها عمّا يريد، وهناك العديد من الحقوق الإنسانية التي تتباين في أهميتها وحاجة الإنسان إليها، ومن خلال وجود الحقوق الإنسانية وتطبيقها أحقيتها بالنسبة لأفراد الجنس البشري يتم حماية كافة المصالح الإنسانية، وتقل ممارسة الظلم بين أفراد المجتمع الإنساني.
ومن خلال تعريف كلمة ظلم يكون الإنسان قادرًا على فهم حقوقه، ومعرفة ما له وما عليه في هذه الحياة.
وعن تعريف كلمة ظلم :
يمكن تعريف كلمة ظلم على أنها وقوع حدث أو موقف محدد مع الإنسان في حياته يعيش فيه حالة من عدم الحصول على ما يستحقه من حقوق أو نتائج بناءً على القيام بأمور محددة يُفترض أن يُبنى عليها حدوث نتائج محددة، ويُعد مصطلح العدالة الإنسانية الكلمة المقابلة لمصطلح الظلم الإنساني.
وقد يتم ممارسة الظلم على المستوى الفردي، فيكون تعريف كلمة ظلم مرتبطًا بحدوث حالة فردية تم تعريضها لأحد أنواع الظلم.
وقد يكون الظلم جماعيًا من خلال تعرض مجموعة من الأفراد إلى نتيجة أو موقف لا ينسجم مع مفهوم العدالة الذي يستحقه هؤلاء الأفراد.
ويعد الإحساس بالظلم والشعور مع المظلومين إحدى السمات الإنسانية البارزة المرتبطة بسويَّة الأفراد والمجتمعات على حدٍّ سواء.
وفي إطار تعريف كلمة ظلم لا بُدَّ من الإشارة إلى أن مفهوم الظلم يعد من أقدم المفاهيم التي عرفها تاريخ الإنسانية.
فقد تعرض العديد من الأفراد والجماعات الإنسانية في العصور التاريخية إلى حالات مختلفة من الظلم والقتل والتعذيب والتهجير القسري، وكان ذلك نتاجًا للعديد من الأسباب الدينية أو السياسية أو الاقتصادية أوالاجتماعية أو العرقية.
الأمر الذي دعا إلى وجود العديد من القوانين والتشريعات التي تضمن تمتُّع الأفراد في المجتمعات الإنسانية بالحد الأدنى من الحقوق من خلال وجود هذه القوانين في الدستور، وفي بعض الحالات التي تعرضت فيها الشعوب الإنسانية إلى أنواع مختلفة من المظالم حصل أولئك المظلومون على بعض التعويضات لاحقًا بموجب القوانين بعد مطالبتهم بها.
تأثير الظلم على المجتمعات :
بعد تعريف كلمة ظلم وبيان وجودها التاريخي في حياة الشعوب الإنسانية، لا بُدَّ من الإشارة إلى تأثير وجود الظلم، وما يعود به على المجتمعات الإنسانية، خاصة أن الظلم يتألف من طرفين الأول الذي تعرضت للمظالم، والثاني التي أُلحقت هذه المظالم به، حيث يؤدي الظلم إلى تخلخل الأنظمة الاجتماعية.
فمن خلال انتشار المظالم يُخرق مفهوم العدالة الاجتماعية، وتوضع الأشياء في غير الموضع الذي ينبغني أن تكون فيه، كما أن وجود الظلم يؤثر على الأمن الاجتماعي، فلا يشعر الأفراد بأنهم آمنون على أهلهم وأملاكهم، فقد تصبح هذه الأملاك الخاصة بهم في أي وقتٍ مُلكًا لغيرهم دون وجه حقِّ.