أخبار العالممعارف عامة

قصة ريا وسكينة

كتبت نورا عبدالفتاح

كان مولد ريا وسكينة بصعيد مصر، ريا هي الشقيقة الكبرى لسكينة، وقد توفي الأب وتركهم في رعاية والدتهم وهم لا يزالوا صغارًا، وعندما كبروا انتقلوا جميعًا بمحافظة بني سويف، ثم بعد ذلك انتقلوا جميعًا إلى كفر الزيات حيث عملت الشقيقتين بجمع القطن، وبعد ذلك تزوجت الشقيقة الكبرى ريا من رجل يُدعى حسب الله، وكان أول إنجاب لها هي ابنتها بديعة.


 وبعد فترة حملت بولد وأنجبته إلا أنه توفي بعد فترة قصيرة، وبعد ذلك أنتقلت سكينة للإقامة في محافظة الأسكندرية مع زوجها وبالتحديد بحي اللبان، وكان هذا في عام ألف وتسعمائة وثمانية عشر، ثم لحقت بها شقيقتها ريا مع أسرتها، وبعد فترة تركت سكينة زوجها وتزوجت من جار لها يُدعى محمد عبد العال.

وبسبب الحرب العالمية الأولى واجهت البلاد ظروف أقتصادية سيئة مما جعل البطالة تنتشر في كل أنحاء مصر، مما أضطر للشقيقتين للعمل في مجال الدعارة والخمور التي كانت فى ذلك الوقت مقننة، ومع ازدياد الفقر قرروا معًا القيام بسرقة مصوغات السيدات ثم قتلهم ودفنهم في بيتهم حتى لا يعرف أحد.

 كانت ريا وسكينة تقومان بخداع ضحاياهم من خلال الكلام اللطيف، حتى يكتسبوا الثقة من الضحايا ثم يقوموا باستدراجهم إلى البيت وتقديم مشروب به شىء مُسكر مما يجعل الضحية تفقد السيطرة على نفسها، ثم بعد ذلك يقوم الأزواج بخنقهم من خلال منديل مبلل ثم القيام بتقييد الضحية وتكميم فمها حتى تلفظ أنفاسها.

وبعد أن تموت الضحية يتم تجريدها من ما ترتدى من مصوغات ذهبية وملابس ثم يقوموا بعد ذلك بدفنها في نفس المنزل الذي يسكنون به، وقد كانت ريا وسكينة يقوموا ببيع الذهب إلى صائغ يعلم أنه مسروق فكان يشتريه منهم بأبخس الأثمان.

إستمرت الشقيقتين في نشاطهم الإجرامي وقتل النساء وسرقتهم حتى وصل عدد النساء إلى سبعة عشر سيدة، ولم تتمكن الشرطة من التوصل لفاعل هذه الجرائم، وقد ذكرت الكتب التاريخية أن سبب عدم توصل الشرطة لهم في هذا الوقت يعود إلى عدة أسباب، وهي كالتالي: إنتشرت في هذه الفترة ظاهرة اختفاء السيدات وهروبهم بسبب الحب أو الفقر، لذلك كان الاختفاء من الممكن أن يكون بإرادة السيدات.

 أن الزى الذى كانت منتشرًا في هذه الفترة كان موحدًا وهو عبارة عن جلباب أسود وغطاء للرأس، مما أدى إلى عدم أستطاعة أحد أن يتعرف على أي سيدة أو يميز بينها وبين أخرى.

عدم أستخراج الأوراق الخاصة بالهوية، مما جعل هناك صعوبة كبيرة في العثور على أي سيدة مختفية.

أن ريا وسكينة كانوا يقومون بقتل مَن كان لهم بهم صلة، لذلك الضحية تدخل بكامل إرادتها دون حدوث أي أستغاثة.

نُدرة الجرائم التي كانت تحدث من النساء في هذا الوقت، لذلك كانت التحريات تركز فقط على الرجال وتستبعد تماماً أن تكون العصابة مكونة من النساء.

كيف توصلت الشرطة إلى ريا وسكينة :-

في بداية عام ألف وتسعمائة وعشرين تلقت الشرطة بلاغ من إحدى السيدات عن اختفاء ابنتها التي كان يبلغ عمرها خمسة وعشرين عامًا، وقالت أن الابنة ترتدي حُلي ذهبى وأنها قد تعرضت للخطف بغرض السرقة.

 أما التوصل إلى ريا وسكينة فحدث بالصدفة، وذلك عندما قام مالك البيت الذي كانوا يسكنون به بتأجيره لأحد الأجانب من إيطاليا. ولكن هذا المستأجر الجديد إشترط أن يتم تجديد الصرف في البيت، وأثناء عمل ذلك تم العثور على جثث ومن ثَم وبعد التحريات توصلت الشرطة إلى أن مَن كان يسكن في هذا البيت هم الشقيقتين ريا وسكينة وتم القبض عليهم، وبالتحقيقات تبين أنهم قاموا بأستدراج السيدات وقتلهم وسرقة مصوغاتهم، وذلك باعتراف ابنة ريا بديعة. التي روت بالتفصيل ما كانت تراه من خلال الباب، ثم بعد ذلك تم إحالة ريا وسكينة إلى المحكمة التي حكمت عليهم بالإعدام شنقًا وسجن الصائغ الذي كان يشترى منهم مصوغات الضحايا، وتم تنفيذ حكم الإعدام فيهم في عام ألف وتسعمائة وواحد وعشرين.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع