وبقيت صاحبة الرقاصة
بحكم إنى أسكن فى حى الهرم وفيه ملاهى ليلية كتير، كان فيه راقصات كتير بيسكنوا فى العمارة عندنا، كانوا دايماً مبيكلموش حد ولا بيردوا السلام على حد ولا بيدفعوا شهرية البواب ولا بيشاركوا فى أى حاجة تخص العمارة، فى الغالب لأنهم حاسين إنهم غير مرغوب فيهم ومنبوذين من كل السكان.
وهما فعلا كانوا مرفوضين دايماً من السكان، خصوصاً إنهم كان بيجيلهم ناس عجيبة وغريبة وأصواتهم عجيبة وغريبة وأعدادهم كبيرة.
الستات دول مكانش حد بيكلمهم من السكان، بس أنا ماعرفش ليه كانوا بيصعبوا عليا، يمكن لأنهم عايشين منبوذين وحاسين بكدا طول الوقت؟
يمكن لأن إحتمال إنهم هيدخلوا النار أكبر من احتمال إنهم هيدخلوا الجنة، لو استمروا كدا ؟
يمكن لأنهم بيشتغلوا شغلانة كل يوم بيروحوها وهما عارفين إنها حرام ؟
يمكن لأنهم مش راضيين عن نفسهم بس مش قادرين يتغيروا ؟
يمكن علشان كنت دايما باسمع منهم أصوات مشاكل ووجع دماغ بتحسسنى إن حياتهم صعبة جداً ؟
المهم، إنى كنت بأشفق عليهم كلهم بلا إستثناء.
الناس دول أنا كنت كنوع من التخفيف عنهم معاناتهم، كنت باقول لهم سلام عليكم من باب إنى أكون سفيرة للأخلاق أو الدين، يمكن يتأثروا بأخلاقى الفذة وربنا يهديهم، لكن مكانش حد بيرد عليا أبدااااً.
والبوابين كانوا دايما بيشتكوا لى إنهم على اختلافهم مبيدفعوش للبواب فلوس الشهر ( أصلها رقاصة ومبتكلمش حد )، وأنا كنت عارفة إنهم مبيكلموش حد فعلا، لحد ما مرة جت واحدة سكنت فى الشقة اللى فوقى وكنت عندى دايماً خوف من إن ربنا عارف إننا عارفين إن الست دى عندها ناس غريبة جدا واحنا ساكتين، بس كنت باصبر نفسى، إنهم كدا كدا كلهم بيسكنوا فترة قصيرة وبيمشوا واللى بيطوّل منهم بيسكن سنة، ولأن أغلب السكان كانوا بيحاولوا دايما مع أصحاب الشقق إنهم ميؤجروش لراقصات.
مرة لقيت ولد صغير كدا عنده حوالى 5 سنين بيخبط عليا وبيقوللى ممكن مفتاح العمارة علشان البواب مش موجود وقافل الباب بالمفتاح وأنا معاييش مفتاح واللى تحت مرضيوش يدونى المفتاح ؟) فقلت له آه طبعاً ممكن وادتله المفتاح.
بعد شوية جه يقوللى ممكن مفتاح الأسانسير علشان معاييش ؟
تانى يوم جه يقوللى ممكن تفتحى الباب لحد ما اطلع علشان الدور اللى فوق ضلمة وأنا خايف ؟
فعرفت إنه إبن الراقصة اللى ساكنة فوقى، بس طبعاً إنه إبن الست دى مأثرش على إنه لو إحتاجنى فى حاجة واقدر أعملهاله هاعملها له، على اعتبار إنى مش هادفعه تمن غلط مامته.
البواب اللى كان عندنا وقتها قاللى كذا مرة إنه مبيعرفش يمسح السلم من زبالتها لأنها مبتفتحش للزبال فالزبال بطل ياخد الزبالة بتاعتها، والدور بقى مليان زبالة والبواب مش بيمسحه لأنها مبتديهوش الشهرية.
فى مرة لقيت واحدة عجيبة ولابسة لبس غريب ( يعنى خليع ) بتمسح الدور بتاعى شوفتها من العين السحرية لأنها كانت بتخبط على السلم الساعة 2 بالليل، وخلصت الدور كويس جدا ونزلت لحد الدور اللى تحتى، نزلت فيه الطينة وسابتها لهم.
بعد شوية لقيت شقتين من الدور اللى تحتى بيزعقوا وطلعوا يقولولى الرقاصة مسحت لك السلم وسابت بقية المسح عندنا.
الراقصة فعلا مسحت الدور بتاعها اللى مليان زبالة والبواب مش بيمسحه ولما بقايا المسح بتاعها نزلت فى الدور عندى مسحته ولما بقايا المسح نزل فى الدور اللى تحت سابته.
فى الغالب إن إبنها قالها إن أنا الست الطيبة البريئة الملاك اللى بتساعده من وسط الغابة اللى هو عايش فيها وبتديله مفتاح العمارة وبتنور له النور لو نور السلم باظ وبتستناه لما يطلع فى الضلمة.
بس اللى أنا تأكدت منه بعد كدا إنها ماعتبرتنيش سفيرة للأخلاق زى ما أنا كنت فاكرة إن يمكن ربنا يهديها بسبب الناس اللى بتحسن معاملتها زيي ولا حاجة، دى إعتبرت إنها نولتنى شرف إنها ترد عليا السلام ودى حاجة هى مبتعملهاش مع حد خالص، ومتوسخش الدور اللى أنا ساكنة فيه وإن إبنها بيثق فيا وانتهى الأمر عند هذه النقطة.
الست اعتبرتنى باقولها you are welcome.
والبواب والسكان بقوا بيقولولى الرقاصة مبتكلمش حد غيرك ولو عايزين منها حاجة كانوا بيطلبوا منى أقوللها أنا علشان احنا (اصحاب ) !!!
ساعات بيساء فهم تصرفنا يا إما لأننا عبرنا غلط أو لأننا كنا فاهمين غلط من الأول، وفى الحالة بتاعة الست دى تقريباً حصل الاحتمالين !