علم نفسمقالات نورا عبد الفتاح

عايز من ده




يعيش فى هذه الدنيا نوع من بنى آدم؛ يفعل الواحد منهم شيئا عجيباجدا، لا يصدقه عقل ولا يقره منطق وبالطبع لا نقره نحن.

إنه يفعل ما قد يضيع مستقبله؛ يفقده شريك حياته أو وظيفته، يشتت علاقاته ويهدم خططه، يضيع هيبته ويجعله نادما أغلب الوقت بل كل الوقت.

ما يفعله يا صديقى هو أنه لا يفكر إلا فى ( الآن )؛ يريد الحصول على كذا الآن حتى لو فقد ما هو أثمن وأولى ؛ يريد أن يسافر حتى ولو لم يملك تكاليف رحلته، حتى ولو ترك ابنه مريض أو أمه مريضة، حتى لو أضاع راتبه كله فى الأسبوع الأول ( المهم أسافر دلؤتى).

يريد أن يسهر حتى الصباح حتى ولو كان عليه الاستيقاظ فى السادسة صباحا، يريد أن يجرب المخدرات كنوع من الجرأة الزائفة والمغامرة المهلكة حتى وإن أصبح مدمنا عليها، حتى لا يكون شكله طفلا أمام أصدقاء السوء الذين يجلس معهم.

يريد أن يشترى هدية ثمينة لشخص حتى ولو لم يملك قيمتها أو حتى لو أعطاها لمن لا يستحق، يريد أن يتغيب عن عمله فى يوم محدد، فيه ما يحدد مستقبله لمجرد الكسل.
إنهم تقريبٱ لا يفكرون لأنهم يعلمون أن التفكير قد يمنعهم من فعل ما يرجونه الآن وهم لا يريدون أن يمتنعوا( إذٱ يبقى بلاش تفكير والحاجات الغلط دى).

هؤلاء؛ الأولويات عندهم فى سلة القمامة، لا يرتبون أولوياتهم ولا حتى حقائبهم وغرفهم، فهم فى الغالب كما يعيشون بلا أولويات، يعيشون بلا مبادئ، بلا قواعد، بلا التزام، فى رعونة كاملة ، لا ينفكون يتورطون فى أزمات الواحدة تلو الأخرى، بل وأحيانا الواحدة مع الأخرى.

فى الأغلب الأعم يفقد هؤلاء عملهم من حين لآخر، يقعون فى الإدمان وأحيانا فى الزنى وكثيرا ما يقطعون علاقاتهم لا سيما مع أفضل من يعرفون.

فى الغالب ما يتعثرون فى الدراسة كما هم متعثرون فى الحياة، العيش معهم شاق ومضن ؛ لا راحة فيه ولا استكانة، حيث يميلون إلى المفاجآت الغير سارة.
لا ينشئون أجيالا سوية بالمرة حيث أنهم يعيشون اللحظة فمواقفهم تختلف باختلاف اللحظة، والتربية تحتاج إلى الثبات على رد الفعل وإلا ضل الطفل الطريق.

والأمر درجات فعلى قدر سوء تصرفهم أو سوء تقديرهم تزداد احتمالات التراجع والتخاذل وتتحدد إمكانية معافاتهم من عدمها !

بعضهم يدرك عيبه ويصلحه أو يسعى لاصلاحه وبعضهم لا يدركه فينكره ولا يصلحه ولا يعمل على اصلاحه.

ليتهم يسمعون فينصتون فيعرفون فيعترفون فيغيرون، ليحل الخير عليهم قبل أن يحل حولهم، ويريحهم قبل أن يريح من معهم، وإلا فالويل لهم ولمن حولهم !

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع