أنا زوجة فى السادسة والأربعين أعمل فى وظيفة مرموقة وأحصل على راتب شهرى كبير ولدى من المجوهرات الكثير ولدى سيارة خاصة وعقارات خاصة، وكذلك زوجى نفس الشئ، وكلٱ منا بدأ من الصفر وصعد لهذه المكانة تدريجيٱ.
مشكلتى أن زوجى يطلب منى دائمٱ أن أتقاسم معه الإنفاق على البيت ودفع نصف تكاليف المعيشة ومصروفات أبنائنا الدراسية وأسفارنا ورحلاتنا والطعام والشراب وكل مصروفات الحياة ولكنه لا يحمل أى من مسئولياتى تجاه البيت والتنظيف والأبناء، فهو يرى هذه الأمور لا تخصه وأنها من واجبى وحدى، فلماذا يطالبنى بمشاركته فى واجبه إن كان لا يشاركنى واجباتى ؟
صديقتى العزيزة :
بادئ ذى بدء أود أن أعبر لكِ عن فخرى بكِ وبأمثالك إن كنتِ زوجة وأم وصاحبة ثروة فى آن واحد، لا سيما إن كانت هذه الثروة من المال الحلال.
كنت أتمنى أن يشيع الود بينك وبين زوجك بشكل أكبر، بحيث يساعدك فى واجباتك قبل أن يطالبك بالانفاق على البيت بنفس القدر الذى ينفقه، وهذا بالطبع ليس من الدين، فالدين لا يلزمك بإنفاق قرشٱ على البيت.
ولكن للود والعشرة رأيٱ آخر، فيبدو أنكما متزوجان منذ سنوات طويلة كونتما فيها هذه الثروة، وبدلٱ أن تسبب لكما الراحة وتخدمكما، سببت لكما صراع على الحقوق، فأنتِ تبحثِ عن من يحمل معكِ واجباتك نحو البيت والأبناء وهو يبحث عن من يحمل معه واجباته فى الإنفاق على البيت، مع أن الحل كان فى مشاركة كلٱ منكما فى الواجب الكبير المكون من البيت والأبناء والإنفاق معٱ وكأنهم مسئولية واحدة مشتركة.
فهو لن يضيره شئ من المشاركة فى تربية الأبناء وحتى الأعمال المنزلية الخفيفة، كما أنكِ لن يضيرك شئ من الإنفاق ولو قليلٱ داخل البيت فيما يخص المأكل والملبس وفواتير الكهرباء .. إلى آخره، طالما أن معكِ من المال ما يساعدك على مشاركته وإشاعة فكرة المشاركة والمساعدة فيما بينكما، حتى وإن بادرتِ أنتِ، وسيحدث فرق بالتأكيد.
جربِ أن تبدأِ وستبهركِ النتيجة فى الغالب، وإن لم تستهويكِ التجربة توقفِ واحتفظِ بأموالك، فلن يجبرك أحد على إنفاقها على غير هواكِ.
