أحداث إعدام سقراط
وبحسب كتاب “أوروبا تاريخ وجيز” تأليف جون هيرست، فإن عملية الإعدام في ذلك الوقت في أثينيا كانت تقام سريعا في المعتاد، لكن إعدام سقراط أُجل بسبب أعياد دينية، وكان يمكنه أن يهرب، وتمنت السلطات حينها بعض التمنى أن يهرب، لكنه رفض هذا الخيار، على حد وصف المؤلف، وكان يقول دائما: “لماذا التمادى في التمسك بالحياة، إذا لم أكن سأعيش للأبد؟”.
وبحسب عدد من الدراسات الأخرى فإن وسائل هروب سقراط من سجنه قبل تنفيذ حكم الإعدام كانت متيسرة، حيث كان بإمكان تابعيه أن يقدموا رشوة لحراس السجن، لكنه رفض ذلك احتراما للقوانين.
ويذكر جون هيرست في كتابه سالف الذكر طريقة إعدام سقراط، وكانت بأن يشرب سما مستخرجا من نبات الشوكران، وترجاه تلامذته أن يؤخر شرب السم، إذ كان عليه أن يشرب السم في نهاية اليوم، ولم تكن الشمس قد غربت بعد وراء التلال، لكنه أكد أنه سيشعر بالمهانة أمام نفسه إذا تمسك بالحياة، وأخذ السم بكل هدوء، وبلا أي علامة لعدم استساغته قائلا: “إن هذا السم يقتل سريعا”.
وهو من الفصائل النباتية شديدة السمية التي تنمو في درجة حرارة باردة، ويمكن تمييزه بالزهور البيضاء أو الخضراء التي يحملها وتبدو في شكل مظلة، ويعد من أشد النباتات السامة في قارة شمال أميركا، ويوجد السم في كافة أجزائه لكن عادة ما يتركز في الجذور، من الأعراض التي يسببها: الغثيان، القيء، آلام المعدة، الارتعاش والارتباك، وعادة ما تحدث الوفاة بسبب فشل جهاز التنفس في القيام بدوره أو إرتجاف القلب وذلك خلال بضع ساعات من هضم السم.
ويذكر الدكتور مصطفى النشار فى كتابه ” تطور الفلسفة السياسية من صولون حتي ابن خلدون” أن من ضمن أدى إلى محاكمة سقراط، هو امتناعه أثناء رئاسته للجمعية الشعبية عن الموافقة على محاكمة قادة حملة “الأرجينوساى” الذين تركوا الأسطول الأثينى يغرق فى اليم بآلاف البحارة لأنه عد المحاكمة غير قانونية، وكان لتمسك سقراط بحرفية القانون موقف يثير شكوك المواطنين الذين اشتموا رائحة الخيانة فى تصرف هؤلاء القادة، ومن ثم أثار الشكوك حول سقراط نفسه.
وتذكر بعض المراجع أن سقراط واجه محكمة مكونة من 500 مواطن أثينى حيث يستدل من كثرة العدد أهمية تلك المحاكمة وقتئذ.
وبعد أن قدم كلاً من المدعي عليه وسقراط ما لديهم، حكم القاضي بإدانة سقراط ب280 صوتٍ مقابل 220 فقط، وتمت معاقبته بالإعدام بتناول السم، وتم قتله بسائل الشوكران كما ذكرنا.