مقالات نورا عبد الفتاح

فى غزل زينب

مرة وأنا ماشية فى الشارع لاقيت شحات شاب كدا، من بتوع أنا أصلا إنسان محترم بس مريض ومش قادر أشتغل، عامل فيها ميت ومش قادر يمشى، نادى عليا مردتش عليه، تقريباً جرى ورايا علشان يلحقنى، وقاللى يا أبلة، يا أبلة ساعدينى والنبى أنا مش قادر أجرى.
فقلت له ما انت قمت جريت دلوقتى حالاً أهوه !
قاللى لاء ده أنا بامشى بالعافية ومريض.
قلت له مريض عندك ايه ؟
قاللى : ضهرى بيوجعنى.
قلت له : أيوه، المرض اللى عندك اسمه ايه ؟
قاللى : يا أبلة باقولك ضهرى بيوجعنى، كدا مش مرض ؟
قلت له: لاء كدا مش مرض.
انت شايف الناس اللى ماشيين فى الشارع دول كلهم، ممكن يكون 90 % منهم إن لم يكونوا كلهم بما فيهم العيال الصغيرين ضهرهم بيوجعهم ولأسباب مرضية حقيقية كمان، بس بيصحوا بدرى وينزلوا يشتغلوا علشان ميشحتوش.
قاللى : خلاص السليم اللى زيك يساعد المريض اللى زيي.
قلت له : طب أنا عندى إعوجاجات فى العمود الفقرى وباتعالج من 15 سنة ومباخفش والمفروض أعمل عمليتين، ولولا ان الاعوجاجات دى بعيد عن بعضها كان زمان شكلى بقى زقت بس ربنا اللى ساترها معايا، أروح أجيب أشعاتى وروشتاتى وألبس جلابية وأقعد جنبك نشحت مع بعض ؟
قاللى : خلاص يا أبلة متشكرين،،،، إنتى غريبة أوى.
ورجع يرمى نفسه على الرصيف ويعمل فيها ميت.

دى حكاية الشحات السمج وهنوقف الكلام عنه لحد هنا، علشان نتكلم إيجابى أحسن عن زينب.

زينب دى مرات واحد كان حارس عندنا فى العمارة لفترة من الزمن كان تقريباً مبيخرجش من أوضته إلا لو أنا اللى طلبت منه حاجة ضرورية تستدعى راجل لكن لو حاجة عادية كانت مراته هى اللى بتعمل كل حاجة وبتشتغل طول الوقت وهو كان عنده مشكلة فى رجله وبيعرج وأنا كنت فاكرة إن مشكلة رجله هى اللى بتخليه ميخرجش، لحد ما زينب مرة قالت لى إن عليه حكم وقضية مفتوحة وممكن يتمسك فى أى وقت وتفاصيل كتير مفهمتهاش بصراحة، المهم إن مشكلته دى كانت علشان كان معاه سكاكين دبح فى وقت عيد واتمسك بيها، هو على أى حال جاله كورونا من فترة ومات الله يرحمه ويجعل مأواه الجنة.

الست دى كانت بتشتغل طول الوقت وهو عايش ولحد ما مات وهى اللى كانت بتشتغل بما إنه مبيخرجش خالص، فى مرة كنت عايزة أنجد مراتب قطن علشان مباحبش المراتب الحديثة، فانت متخيل وزن المراتب القطن بتاعة البيت كله؟
روحت لها قبل الميعاد بيوم سألتها على حد تعرفه ييجى يشيلهم يوديهم للراجل اللى بينجد ويرجعهم بعد ما يخلصوا ، قالت لى ( طب ما انا ممكن أشيلهم )!
قلت لها طب هاتى حد معاكى.
قالت لى : لاء ربنا معايا.
قلت لها طب تعرفى حد عنده عربية نقل توديهم وتروحى معاه وترجعى معاه ؟
قالت لى : لاء أنا عارفة المحل هاروح على رجلى.

جت تانى يوم وشالت كل المراتب ودتها للراجل المحل بتاعه على بعد حوالى 7 دقائق ورجعتها البيت بعد ما خلصت.

فى مرة تانية شالت لى تلاجة !
نفس التلاجة دى طلبت من بواب تانى يشيلها : قاللى أخويا ممكن ييجى لى بكرة يشيلها معايا، قلت له بس هى جاية النهاردة، قاللى معلش ماقدرش لوحدى .
(أنا مش بالوم على البواب التانى لأنها فعلا تقيلة على شخص واحد طبعاً، أنا بس عايزة أبين إن الست دى شالت اللى كان راجلين هيشيلوه).

الست دى ماشية بتعافر علشان تصرف على أولادها وعلى جوزها لما كان عايش، تفتكر هى صحتها تمكنها تشيل تلاجة ومراتب قطن ؟
أكيد : لاء .

الست دى أكييييد بتستعين بالله إستعانة حقيقية وهو اللى بيبعت لها مدد يزقها تعمل حاجات خارقة والله العظيم، وعلى فكرة الست دى حجمها صغير جداً، يعنى أنا 165 سم وبابقى جنبها عملاقة !

الست دى فيها حاجة كمان جميلة جداً؛ إنها فى بعض الأحيان النااااادرة لو طلبت منى حاجة بتطلبها بمنتهى الأدب بس عمرها ما اتمسكنت وعمرها ما عملت نفسها غلبانة وكحيانة، بالعكس بتطلب بمنتهى عزة النفس والكبرياء والهدوء ولازم فى الآخر بعد ما تطلب طلبها تقوللى ( لو ممكن يعنى وينفع ماشي، لو مش هينفع خلاص ).
لأنها عارفة إن المواضيع كلها بإيد ربنا وهى لو طلبت منى، فالموضوع بإيد ربنا بردو حتى لو تم من خلالى، وربنا مبيحبش إننا نتذل أو نتمسكن للناس لأن كدا كدا المواضيع كلها عنده وإنها تتم أو تعطل فده من عنده سبحانه وتعالى، يعنى المسكنة مش هتفيد بالعكس ممكن تضر.

كان نفسى أحكى حكايات عنها للشحات الشاب علشان يتعلم إزاى تبقى نفسه عزيزة ويسترجل ويعتمد على ربنا وميستحلاش ضعفه ويبطل شحاتة، بس مقدرش يستحملنى أكتر من كدا.
فِلِت من إيدى ابن المخظوظة.

متصور معايا نظرة عين الشحات ونظرة عين زينب ومشية الشحات ومشية زينب ؟
ده كلام علمى على فكرة؛ إن اللى عنده عزة نفس نظرة عينيه بتختلف عن اللى بيحب يذل نفسه ومشية العزيز بتختلف عن مشية الذليل، ده غير إن القبول اللى بيحس بيه الذليل ميجيش حاجة جنب القبول اللى بيحس بيه العزيز.
باستغرب جداً من الناس اللى بتدخل فى دور الذل بمزاجها وتسعد بيه !!

الناس دول دايماً بيستدعوا عندى فكرة التسول، باشوفهم زى الشحاتين اللى بيطلبوا فلوس مش حقهم، هما كمان بيطلبوا شفقة وعطف مش من حقهم !!
وزى ما الشحات أحياناً كتير بياخد فلوس من حد قد يكون أقل ثراء منه، بردو اللى بيستجدوا الشفقة من الناس أحياناً بياخدوا شفقة وعطف من ناس أولى منهم بالشفقة والعطف !

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع