بادخل الحمام بالساطور
فيه مجموعة كبيرة من البشر عددهم ملايين حول العالم بيستمتعوا بالتفاف الناس حواليهم باستخدام الإرهاب.
يعنى مثلا ممكن تلاقى راجل بيدعوا إلى الدين بس أغلب كلامه مركز على النار وجهنم والسعير وعقاب ربنا وجبروته وبيبقى عادة صوته عالى ولو حد سأله على حكم الدين فى حاجة غلط عملها، بدل ما يقوله حكم الدين، بيهزأه ويزعق له شوية الأول وبعدين يجيب له أشد الأحكام والعقوبات ويقوله هو ده اللى موجود، وهو عارف إن فيه أحكام أرحم وأكثر رأفة.
جروبات الأمهات مثلاً اللى أحيانا كتيرة بادعى ربنا إنها تختفى من الوجود بأى شكل من الأشكال، ساعات كتيرة جدا بيألفوا أخبار وهما قاعدين وينزلوها فى الجروبات وهى مش منطقية أصلا ويقعدوا يهروا فيها بالأيام وهما عارفين إن الكلام محض هجص.
فى يوم مثلاً كان فيه تطعيم، ولاقينا واحدة داخلة لنا تقول ( إبنى ( اللى عنده 12 سنة ، مش طفل أوى يعنى )بيقولى، إحنا كلنا خدنا التطعيم بحقنة واحدة، إحنا لازم يا جماعة نروح المدرسة ونهد الدنيا، الست قررت إن كلام ابنها العبيط ده صح وإن كلنا اقتنعنا وهنروح المدرسة نهدها عليهم علشان ابنها مبيكدبش.
سألت بنتى؛ هو انتو النهاردة خدتوا كلكوا التطعيم بحقنة واحدة؟
قالتلى لاء طبعا؛ إيه الهبل ده ؟
ملحوظة صغيرة؛ الست دى أكيد عارفة إن ابنها كداب أو بيخرف لسبب ما بس عاجبها جو الهبل ده.
مثال كمان:
أيام ثورة يناير، وقت ما الشرطة اختفت وفيه سجون اتفتحت المجرمين انطلقوا فى الشوارع ده غير المجرمين اللى كانوا برا أصلا، ووقت اللجان الشعبية وجوزى كان بيقعد مع الجيران فى الشارع وقت طويل وكانوا بيمسكوا مجرمين وحرامية كتير فعلا، بس أنا كنت بابقى لوحدى فى البيت واولادى كانوا صغيرين، ومش طالبة غباوة.
ولاقيت اتنين اعرفهم بيتصلوا بيا كل شوية يقولولى إن فيه سجن من اللى اتفتحوا دول قريب مننا والناس اللى كانوا فى السجن بيطلعوا بيوت الناس ويغتصبوا الستات ويرموهم من البلكونة، وإنى لو فتحت الأخبار هالاقى الكلام ده.
وأنا أصلا ماكنتش باقفل الأخبار ثانية ومشوفتش حاجة من دى، غير هى حادثة واحدة تقريبا اللى حصل فيها كدا.
وشوية ولاقيت حد بيخبط على الباب تخبيط مرعب بصيت من العين السحرية، لاقيت واحدة ست ساكنة فى الدور اللى تحتى وحاطة 38 كيلو ماكياج على وشها وحواجبها حواجب شيطانية فلوماسترية ولابسة لبس عجيب وماسكة ساطور وسكينة كبيرة جدا فى إيدها وبتقولى إطفى النور ده أنا باعدى على الناس اللى فى العمارة كلهم باخليهم يطفوا النور، علشان انتى عارفة فيه سجنين هنا جنبنا اتفتحوا والمجرمين فى كل مكان وبيعدوا على العمارات بالدور بيغتصبوا الستات، إنتى جوزك مش موجود مادام انتى اللى فتحتى، خلاص اقفلى الباب كويس والبسى جلابية قديمة أو أى حاجة قديمة بدل الترينينج ده علشان زمانهم مقربين علينا.
بصى ( ورفعت الساطور والسكينة فوق وقالتلى أنا مباتحركش غير بالسكينة والساطور دول، حتى بادخل بيهم الحمام ).
ملحوظة صغيرة ؛ الست دى كانت رقاصة يعنى فكرة اغتصاب واحدة ست أو اغتصابها هى شخصيا ماعتقدش إنها بالنسبة لها قصة كبيرة، بس هى قررت إنها تنشر رعب من غير داعى وتصورت إنى هاقتنع إن فيه ناس جايين يغتصبوا كل ستات المنطقة بالدور وانا هاروح أستعد وأستناهم بالجلابية القديمة.
شرور البشر متعددة الأشكال والألوان والأحجام بس نشر الرعب ده أنا باشوفه على رأس هذه الشرور، وباتخيل إن الناس اللى بتنشر الخوف وخصوصا فى أوقات الأزمات أو فى نقط ضعف الآخرين عندهم قرنين شيطانيين، تحس إنك عايز تقوله حاسب لو سمحت فيه دبانة على قرنك اليمين.
منهم إللى يلاقى واحد بيحب أولاده زيادة فيخوفه عليهم أو بيحب أمه زيادة فيقلقه عليها أو خايف على شغله فيحسسه إنه هيترفد، وباتخيل إن فيه شيطان أو مجموعة شياطين قاعدين على راسه فوق القرون بيتحرك بيهم أو بيتحركوا حواليه وبيحركوه.
وباتخيل الشيطان وهو مبسوط بيهم وبإنجازهم السريع والمنطلق بحرية ورعونة فى كل اتجاه.
تقليد الناس والمشى وراهم فى كل حاجة أو اللى احنا بنسميه سياسة القطيع؛ بتمثل من وجهة نظرى كارثة حقيقية فى العموم، لكن لما بترتبط السياسة دى بالترهيب أو الإرهاب أو الخوف بتبقى كوارث كتير مش كارثة واحدة.
علماء النفس مجمعين إن الخوف هو أسوء شعور على الإطلاق ممكن يحس بيه الإنسان، وإنه أكتر شعور بيعطل الاستمرار أو الحياة عموماً، علشان كدا دايماً الأشرار بيلعبوا عليه !
والمفروض إن الملاذ الوحيد من الخوف هو ربنا لأن ربنا بيقول ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أوليائه )، يعنى أولياء الشيطان بس هما اللى بيخافوا، لكن اللى بيلجأ لربنا لجوء ( حقيقى )، خوفه مبيظهرش أو مبيأثرش عليه.
بس مين فينا بيلجأ لربنا اللجوء ( الحقيقى ) اللى يخلى الخوف يتلاشى ويختفى ؟
ده احنا أغلبنا من أولياء الشيطان اللى بيخافوا وأغلب الباقى من الشياطين نفسهم اللى بيخوفوا أوليائهم.